أقدم دليل على وجود بشر معاصرين في شرق آسيا

02 : 00

بدأت أجزاء من صخور وعظام قديمة في شرق آسيا تُغيّر طريقة فهمنا لتاريخ الهجرة البشرية. عثر العلماء على آثار في موقع «شيو» في شمال شرق الصين، ويكشف تحليل جديد لها أنها من صنع الإنسان العاقل منذ 45 ألف سنة.

إنه أقدم دليل على وجود بشر معاصرين في شرق آسيا، ما يعني أن الإنسان العاقل استقر في موقع «شيو» بحلول تلك الحقبة. هذا الاكتشاف قد يطرح تفسيراً جديداً للآثار الثقافية التي عثر عليها العلماء سابقاً في هذا الموقع.

أراد فريق دولي، بقيادة عالِمة الأحفوريات شي شا يانغ من الأكاديمية الصينية للعلوم، تحديد خصائص الموقع بالتفصيل، فاختاروا عدداً كبيراً من الآثار المتاحة هناك وحللوها عن قرب. اكتشف العلماء معدات مثيرة للاهتمام، منها أداة عظمية وقرص من الغرافيت فيه ثقب في الوسط، لكن لا يزال هدف استعماله مجهولاً. يفترض الباحثون أن هذه الأداة كانت عبارة عن زر كبير.

كانت عظام الحيوانات الموجودة في الموقع مدهشة. يعود معظمها إلى أحصنة راشدة، ويشمل جزء كبير منها آثار ذبح، ما يعني أن سكان موقع «شيو» كانو صيادين ماهرين يستهدفون الأحصنة.

تعكس هذه التفاصيل مشهداً معقداً ومُلهِماً. توضح يانغ: «يشير تراكم هذا الكمّ من الخصائص الثقافية المتنوعة إلى قدرة تكيفية معقدة ومبتكرة لدى أسلافنا خلال مرحلة توسّعهم». يشكّل هذا الاكتشاف إذاً جزءاً مهماً من تاريخ البشر برأي الباحثين. قد تكشف أبحاث مستقبلية أخرى أدلة إضافية حول الشعب الغامض الذي كان يسكن في موقع «شيو» في الماضي وترك وراءه آثاراً تثبت ذكاءه وحنكته، فيكتشفها البشر المعاصرون بعد مرور عشرات آلاف السنين.

في النهاية، يقول عالِم الآثار، مايكل بيتراليا، من جامعة «غريفيث» في أستراليا: «من خلال فهم تعقيدات ماضينا القديم، قد نحصل على أفكار قيّمة حول المسارات المتنوعة التي اتخذها أسلافنا وغنى التكيّف البشري. يشير هذا الاكتشاف في موقع «شيو» إلى قصة آسرة عن أولى مراحل الهجرة البشرية والاندماج الثقافي، ويزيد معلوماتنا حول أصولنا القديمة والقدرة التكيفية الهائلة للإنسان العاقل».

MISS 3