البلاستيك يجتاح أعضاء البشر

ينتشر البلاستيك اليوم في كل مكان، حتى أن أجزاءً ضئيلة منه تصل إلى أعضاء أساسية من جسم الإنسان، بما في ذلك المشيمة. ونظراً إلى سهولة تسلل الجزيئات المجهرية إلى أنسجة الجسم، من الضروري أن نعرف أنواع المخاطر التي تطرحها على صحتنا.

إكتشفت دراسة إيطالية صغيرة شظايا من المواد البلاستيكية الدقيقة في رواسب دهنية تم استخراجها عن طريق الجراحة من مرضى خضعوا لعملية فتح الشرايين المسدودة. نشر الباحثون نتائجهم الصحية بعد مرور ثلاث سنوات تقريباً. تسمح إزالة الصفائح الدهنية من الشرايين المتضيّقة عبر عملية استئصال باطنة الشريان السباتي بتخفيض خطر الإصابة بجلطات دماغية مستقبلاً.

قارن الباحثون في الدراسة الجديدة بين مرضى يحملون موادّ بلاستيكية دقيقة في صفائحهم وآخرين لا يحملونها. بعد مراقبة 257 مريضاً طوال 34 شهراً، تبيّن أن 60% منهم يحملون كميات قابلة للقياس من عنصر البولي إيثيلين في الصفائح المأخوذة من شرايين مليئة بالدهون، وحمل 12% منهم عنصر بولي كلوريد الفاينيل في الرواسب الدهنية المستخرجة.

يأتي بولي كلوريد الفاينيل بأشكال صلبة أو مرنة، ويُستعمل لتصنيع أنابيب المياه، وقناني البلاستيك، والأرضيات، والأغلفة. أما البولي إيثيلين، فهو البلاستيك الذي يتم إنتاجه بأكبر كمية، ويُستعمل لإنتاج الأكياس البلاستيكية، والأشرطة، والقناني.

بعد رصد المواد البلاستيكية الدقيقة في مجرى الدم سابقاً، من المنطقي أن يشعر الباحثون بالقلق على صحة القلب. تكشف دراسات مخبرية أن هذه المواد قد تؤدي إلى ظهور الالتهابات والإجهاد التأكسدي في خلايا القلب، واضطراب وظيفة القلب وتغيير إيقاع نبضاته، وتندّب العضلة القلبية لدى حيوانات مثل الفئران.

في التجربة الجديدة، لوحظ أن المجموعة التي حملت موادّ بلاستيكية دقيقة في الصفائح المستخرجة كانت أكثر عرضة بمرتَين للجلطات الدماغية، أو النوبات القلبية غير المميتة، أو الوفاة لأي سبب، بعد مرور 34 شهراً.

زاد إنتاج البلاستيك في آخر عقدَين بدرجة فائقة ولا يُعاد تدوير إلا جزء بسيط من هذه الكمية. ومع ذلك بدأت معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية تتراجع في بعض مناطق العالم، لذا تبرز الحاجة إلى تكثيف الأبحاث عن هذا الموضوع لفهم الرابط بين العاملَين.