د. ناصيف قزي

ميشال عيد حرب في حُضْن الآب...!؟

26 كانون الثاني 2024

02 : 00

وحَدَثَ أن غَلَبَه المَرَض… هو الذي لم يَنْهَزِم يوماً أمام شتى الأهوال والجراح… ميشال عيد حرب… في حُضْن الآب… وفي حمى شفيعَيْه: سيّدة إيليج، حُصْن البطريركيّة المارونيّة وحارسَة الرُفاتْ في حديقة الشهداء… ومار أنطونيوس الكبير، شفيع الرَهابيْن وجُرْد تنّورين!؟

فارسٌ مقدام وماردٌ يُستهاب… صديقٌ صدوق، محبٌ وشجاع… قائدٌ منذورٌ للدفاع عن الأهل والأرض والإرث والإيمان وكرامة الإنسان… كان إذا أحبّ، يحبُّ بكُلّه… وإذا وَعَدَ وفى…وإذا أعطى، يُعطي بلا حساب… وإذا أقدم، يُقدم بلا تردّد ولا انكفاء…!؟

شاءت الظروف أن نلتقي في طفولتنا في بيت شلالا، بلدتي الجبليّة الهادئة… لتنشأ بيننا علاقة ودّ… تفاعلت وصمدت في مساحب الأيام…

عرفتك يا ميشال في الحرب كما في السلم، إنساناً شغوفاً بالنضال غيوراً على الرفاق، يبذل ذاته عن الآخرين… وقد تماهينا معاً في الكثير من القناعات… فلا الشظيّة في الرأس أقعدتك عن تحقيق نذورك في الدفاع عن لبنان… ولا القَدَم المبتورة أعاقَتْك في إهماد حريق أرز تنورين… أنت الذي ما انقطعت، ومنذ نعومة أظافرك، عن الحجيج إلى أرز الرب في عيد التجلّي، السادس من آب من كلّ سنة.

وإن أنسَ، فلن أنسى عبورك خطوط النار سيراً على الأقدام، مع رفاقك الميامين، لتكون إلى جانبنا في نكبتنا الكبيرة في الجبل عام 1983. ستبقى يا ميشال في وجداننا عنواناً عريضاً للتفاني والإخلاص والوفاء… ورمزاً للبطولة والتجذر والإباء…

ستبقى يا ميشال، كما الأيقونة في الأعناق، صورة شعبيّةً ناصعة في وجدان الجماعة على مدى الأجيال… وداعاً يا ميشال… وداعاً يا صديقي.

MISS 3