"الصحة العالميّة" تدعو الحكومات إلى "الاستفاقة"

"كورونا"... تحقيق قضائي فرنسي بالتقصير الوزاري

02 : 00

الأميركيّون يتمتّعون بنهار مشمس رغم التفشّي السريع للوباء على أحد شواطئ ماريلاند أمس (أ ف ب)

في خطوة ملفتة تتّصل بمحاسبة المعنيين بمكافحة تفشّي "العدو غير المرئي" في حال وجود تقصير ما من قبلهم، أعلن النائب العام الفرنسي لدى محكمة التمييز فرنسوا مولان أمس أنّ تحقيقاً قضائيّاً سيُفتح في فرنسا حول إدارة أزمة الوباء، يطال رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب ووزيرَيْ الصحة السابقَيْن أوليفيه فيران وأنييس بوزين. وسيتقدّم مولان بادعائه أمام لجنة التحقيق التابعة لمحكمة العدل الجمهوريّة المختصّة في النظر بجرائم وتجاوزات يرتكبها أعضاء الحكومة، وهي ستقوم بالتحقيقات، في وقت حضّت فيه منظّمة الصحة العالميّة الدول المتضرّرة من فيروس "كورونا المستجدّ" على "الاستفاقة" و"الانخراط في المعركة" على تفشّيه لأنّ "الأرقام لا تكذب والوضع الميداني لا يكذب".

وللمرّة الأولى منذ ظهور الفيروس التاجي في الصين في كانون الأوّل، تجاوزت أميركا اللاتينيّة أمس أوروبا في عدد الإصابات بتسجيلها 2.7 مليون حالة، لكن لا تزال أوروبا المنطقة الأكثر تضرّراً في العالم بتسجيلها نحو 200 ألف وفاة قبل الولايات المتحدة وكندا (137421) وأميركا اللاتينيّة (121662).

وفي الأثناء، دفع تباطؤ الوباء في أوروبا بإنكلترا إلى رفع تدابير الحجر الصحي عن بعض الوافدين إليها، في حين لا يزال هذا الاحتمال بعيداً جدّاً في القارة الأميركيّة حيث يُواصل الفيروس الفتّاك التفشّي بشكل واسع. وبريطانيا هي إحدى الدول الأكثر تضرّراً جرّاء الوباء بتسجيلها ما لا يقلّ عن 44 ألف وفاة، لكن عدد الإصابات تباطأ أخيراً. ودفع ذلك بلندن إلى بدء رفع القيود المفروضة خلال فترة العزل والتي استمرّت ثلاثة أشهر.

وفي هذا الصدد، لن يُفرض حجر صحي إلزامي على المسافرين القادمين من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا اعتباراً من العاشر من تموز. لكن لتفادي حصول أي التباس، أوضحت الحكومة المحافظة أن هذه الإعفاءات لا تعني إلّا الوافدين إلى إنكلترا وسيُفرض حجر صحي إلزامي على الوافدين إلى اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشماليّة، تحت طائلة فرض غرامة ماليّة.

طبّياً، سمحت المفوضيّة الأوروبّية باستخدام عقار "رمديسيفير" المضاد للفيروسات لمعالجة المصابين بـ"كوفيد-19". واعتبرت المفوضة الأوروبّية للصحة ستيلا كيرياكيديس في بيان أن الترخيص لدواء لمعالجة المرض "خطوة مهمّة إلى الأمام في المعركة ضدّ هذا الفيروس".

أمّا في بلاد "العم سام"، فقد سجّل مستوى قياسيّاً الخميس مع 53069 إصابة في 24 ساعة، ما يرفع عدد الإصابات الإجمالي إلى أكثر من 2.74 مليون، وفق جامعة "جونز هوبكنز". وفي تكساس، أرغم تزايد عدد الإصابات الجديدة الحاكم الجمهوري غريغ أبوت، وهو حليف الرئيس دونالد ترامب، على جعل وضع الكمّامات إلزاميّاً في الأماكن العامة.

وفي الصين، تمكّنت بكين من احتواء تفشّ جديد للفيروس الخطر ورفعت القيود على التنقّل عن معظم السكان منتصف الليلة الماضية، وفق ما أعلنت سلطات المدينة، بعد أسابيع على تسجيل إصابات جديدة في العاصمة الصينيّة.

تزامناً، وصلت أعداد الإصابات بالفيروس في السعوديّة إلى أكثر من 200 ألف، وسط تزايد في الوفيات قبل أسابيع من بدء موسم الحج، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة. وبلغ عدد الإصابات 201801 إصابة مع تسجيل 4193 إصابة جديدة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 1802.

وفي إسرائيل، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مواطنيه إلى مواصلة وضع كمّامات واحترام التباعد الاجتماعي، وذلك بعد تسجيل زيادة كبيرة في عدد المصابين على أثر رفع الحجر الصحّي. وفي ختام اجتماع وزاري خصّص لمكافحة الوباء، أعلن نتنياهو أنّه تمّ تسجيل زهاء 1000 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.

لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي أشار في الوقت عينه إلى أنّ صالات الحفلات والحانات والنوادي الليليّة والمعابد وأماكن العمل، ستبقى مفتوحة حاليّاً، قائلًا: "لا نُريد العودة إلى سياسة الحجر العام". غير أنّه أوضح أنّه سيُسمح من الآن فصاعداً لخمسين شخصاً فقط بالتجمّع في الأماكن العامّة المغلقة مثل دور العبادة، وأنّه سيُسمح لعشرين شخصاً فقط بالتجمّع في منزل واحد. ومنذ 21 شباط، سجّلت إسرائيل رسميّاً 26 ألفاً و452 إصابة و324 وفاة.


MISS 3