المرأة لا تزال تعيش أكثر من الرجل...لكنّ الفجوة بين الجنسين بدأت تتراجع

02 : 00

على مستوى العالم، تعيش النساء اليوم أكثر من الرجال بمعدل أربع أو خمس سنوات، مع أن هذا الفارق قد يصل إلى عشر سنوات في بلدان مثل روسيا.



لا يزال سبب هذه الفجوة غير واضح. يتعلق جزء من الأسباب بالعوامل البيولوجية على الأرجح، لكن تبرز عوامل مؤثرة أخرى لتفسير حالات الوفاة، وتتوقف نسبة كبيرة منها على التغيرات الحاصلة في المجتمع والبيئة.

إذا استمرت النزعة العالمية العامة على وضعها الراهن، قد تتراجع الفجوة بين الجنسَين بدرجة إضافية بحلول العام 2030.

قد تظهر هذه النزعة في البلدان ذات المداخيل المرتفعة والمنخفضة في آن، مع أن الفئة الأولى من الدول لا تسجل القدر نفسه من المنافع على مستوى متوسط العمر المتوقع مع مرور الوقت.

ترتكز التوقعات الراهنة على بيانات جُمِعت طوال عشر سنوات، لذا لا يمكن التأكيد عليها بشكلٍ قاطع. شهدت السنوات القليلة الماضية مثلاً تراجعاً في متوسط العمر المتوقع في عدد كبير من الدول بسبب جائحة كورونا، وتأثّر الرجال أكثر من النساء بهذا الوضع، لكن قد تكون هذه النزعة مؤقتة واستثنائية.

قام الباحث ديفيد أتانس وزملاؤه بحساباتهم وتوقعوا أن يتحسن متوسط العمر في معظم البلدان مستقبلاً. هم يفترضون أن تسجّل دول أميركا اللاتينية على الأرجح أفضل المؤشرات بعد المناطق ذات المداخيل المرتفعة بحلول العام 2030، وستتركز أبرز المنافع على مستوى إطالة عمر الرجال تحديداً.

في البلدان التي تحمّلت الأمراض، والمجاعة، والصراعات العنيفة، والحروب في السنوات الأخيرة، مثل دول أفريقيا والشرق الأوسط، يُفترض أن يتحسن متوسط العمر المتوقع للرجال أيضاً.

في المقابل، سيتحسن هذا المعدّل وسط النساء بشكلٍ أساسي في بلدان مثل إريتريا، وإثيوبيا، ومدغشقر، ورواندا، والسودان، وتنزانيا، وزامبيا، بعد تحسّن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هناك.

لكن لا تراعي هذه التوقعات كلها التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الجديدة في السنوات المقبلة. وحده الوقت كفيل بالتأكيد على تحسّن متوسط العمر المتوقع مستقبلاً، إذ يجب ألا ننسى أن التغير المناخي بدأ يُهدد حياة ملايين الناس في البلدان ذات المداخيل المرتفعة والمنخفضة.

MISS 3