ماذا لو بدأت الحياة على الأرض بعد اصطدام الأجسام؟

02 : 00

في 19 تشرين الأول 2017، رصد علماء الفلك جسماً بين النجوم وهو يمرّ في نظامنا الشمسي للمرة الأولى. أطلق ذلك الجسم نقاشاً علمياً واسعاً ولا يزال يثير الجدل حتى اليوم. أجمع العلماء في النهاية على إمكانية دخول الأجسام بين النجمية إلى نظامنا الشمسي. ثم كشفت أبحاث لاحقة أن جزءاً من تلك الأجسام يصل إلى الأرض أحياناً على شكل نيازك ويؤثر على سطح الكوكب.

هذه المعلومة تطرح سؤالاً بالغ الأهمية: بما أن الأجسام بين النجمية تصل إلى الأرض منذ مليارات السنين، هل جلبت معها مكونات الحياة أيضاً؟

في دراسة جديدة، اعتبر عدد من الباحثين آثار الأجسام بين النجمية مسؤولة عن ظاهرة «بانسبيرميا» أو «التبذر الشامل»: وفق هذه النظرية، تنتشر بذور الحياة في أنحاء الكون، إذ تُوزعها الكويكبات والمذنبات وأجسام سماوية أخرى.

تفترض هذه النظرية أن الحمض النووي الريبي سبق الحمض النووي منقوص الأكسجين والبروتينات من حيث التطور، ما أدى في نهاية المطاف إلى ظهور أول أشكال الحياة على كوكب الأرض. توصّل الباحثون في نهاية دراستهم إلى 105 كواكب صالحة للسكن في مجرتنا، ما يعني أنها قد تحمل شكلاً من مظاهر الحياة. لكن ترتكز هذه التقديرات على أكثر التوقعات تفاؤلاً من حيث قابلية السكن في الكواكب.

بعبارة أخرى، يفترض الباحثون أن جميع الكواكب الصخرية التي تكون بحجم الأرض وتدور ضمن مناطق صالحة للسكن تستطيع أن تدعم مظاهر الحياة، ما يعني أنها مزوّدة بأغلفة جوية سميكة، وحقول مغناطيسية، ومياه سائلة على أسطحها. كذلك، تستطيع جميع المقذوفات التي تحمل شكلاً من الحياة وتصمد رغم اختراقها لغلافنا الجوي أن تنشر الميكروبات على السطح.

لا تثبت النتائج الجديدة إذاً أن ظاهرة «التبذر الشامل» صحيحة ولا تنهي الجدل المستمر حول أصل الحياة على كوكب الأرض. لكنها تطرح أفكاراً وقيوداً بارزة حول الرابط المحتمل بين أصل الحياة والأجسام بين النجمية.

في مطلق الأحوال، لا مفر من أن تؤثر هذه الاستنتاجات على علم الأحياء الفلكي الذي بدأ يزداد تنوعاً مع مرور الوقت.

MISS 3