في وقت يلفّ الجمودُ رياضتَي كرة السلة والكرة الطائرة بحيث تكاد تكون حركة إنتقالات اللاعبين بين صفوف الفرق حتى الساعة شبه معدومة، تنشط هذه الحركة في وسط كرة القدم، إن على صعيد الأندية أو المنتخب الوطني الذي عاود تمارينه الرسمية تحت إشراف جهازه التدريبيّ الجديد بقيادة المدير الفنّي جمال طه والمدرّب وسام خليل، تمهيداً لخوض "أبطال الأرز" ما تبقى من مباريات رسمية مهمّة ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 وكأس أمم آسيا 2023 في الصين.
وكما يبدو، فإنّ بعض الأندية قد نفضت غبار "كورونا" والخناق الإقتصاديّ والمالي عنها ودخلت سوق الإنتقالات بمبالغ كبيرة تحضيراً للموسم الكرويّ الجديد المقرر إنطلاقه في شهر أيلول المقبل، وكان أول الغيث إنتقال حارس مرمى نادي السلام زغرتا مصطفى مطر الى نادي العهد بطل لبنان في صفقة قياسية تجاوزت الـ 550 مليون ليرة لبنانية، في حين يُتوقّع أن تتوسّع في بحر هذا الأسبوع دائرة الإنتقالات بعدما أطلقت معظم الأندية تمارين فرقها في الأسبوعَين الأخيرَين، وبالتالي باتَ يتوجّب على الجهاز الفنّي في كلّ فريق إيجاد مكامن الضعف في خطوطه وسدّ هذه الثغرات عبر التعاقد مع لاعبين جدد أو الإستعانة باللاعبين الموهوبين الشباب في النادي وترفيعهم الى صفوف الفريق الأول.
لا شكّ أنّ المساعدة المالية المرتقبة للإتحاد اللبناني لكرة القدم من نظيره الدولي "الفيفا" والمقدّرة بنحو مليون ونصف المليون دولار أميركي، والتي سيذهب جزءٌ كبير منها لدعم صناديق أندية الدرجة الأولى والثانية الفارغة تماماً، ستساهم بشكل مباشر في إنعاش حركة الإنتقالات بين الفرق، خصوصاً في ظلّ غياب اللاعبين الأجانب القسريّ هذا الموسم عن الدوريّ اللبنانيّ بقرارٍ إتحاديّ بسبب صعوبة التعاقد معهم بالعملة الخضراء النادرة، وبالتالي سيكون دور اللاعبين المحلّيّين أساسياً ومحورياً في فرقهم، وعليهم تُعلّق آمالُ الأندية وأحلام الجماهير بإحراز الألقاب المحلّية الرسمية في دوريّ معقّد ومجهول لا يمكن معرفة كيف سيبدأ ولا التكهّن كيف سينتهي.
