روي أبو زيد

نيلي معتوق: المشهد اللبناني مُبكٍ وأنتظر دور "المُغتَصبة"

9 تموز 2020

02 : 00

تحمل نيلي معتوق في طياتها امرأة صلبة وواثقة وشجاعة ومؤمنة. حملت في كلّ دور قدّمته رسالة إنسانية هادفة وخطفت قلوب المستمعين الى دنيا الجمال والحب بفضل صوتها العذب والراقي. «نداء الوطن» التقت معتوق وكان هذا الحوار المشوّق:



لماذا لا نراك بأدوار بطولة دور أول أو على الساحة الغنائية بعمل «ضارب»؟


الظروف اختلفت كثيراً، إذ كنا في الماضي ننتقي أدوارنا، لكنّ اليوم في ظلّ كثرة الممثلين على الساحة عليك إما القبول بالدور المعروض عليك أو قد يجسّده ممثل آخر. لم تعد البطولة هاجسي لأنّ الممثل هو من يضيف على دوره ويجعله بالطليعة وليس العكس. مثلاً دور الشرطي الذي جسّده طلال الجردي في مسلسل «أولاد آدم» قد تظنّه ثانوياً على الورق لكنّ الجردي حوّله الى دور أساسي. ناهيك عن ممثلين آخرين في المسلسل عينه أبرزوا أدوارهم وجعلوها بمصاف البطولة.



هل يجب على الفنان تقديم تنازلات عدّة كي ينجح في الوسط الفني؟

أسمع هذه المقولة كثيراً ولكنني بكلّ صراحة وشفافية لم يحدث هذا الموضوع معي. البعض قد يكون مدعوماً من المنتجين فنراه في كلّ عمل تقريباً، والبعض الآخر يثبت جدارته كالممثلة دانييلا رحمة مثلاً التي برهنت للجميع أنها ليست الفتاة الأسترالية الجميلة فحسب، بل هي ممثلة لبنانية تعمل بكلّ جهد لتتسلّق سلّم النجاح.



هل قُدّمت لك فرص كالتي أُعطيت لدانييلا رحمة؟


بالطبع والحمدلله. فمسلسل «بين بيروت ودبي» مثلاً أثبت موهبتي وذلك بفضل المخرج ميلاد أبي رعد. حقّقتُ أهدافي وما زلت أثابر للوصول أكثر وأكثر. كما ابتعدتُ أخيراً كي أؤسّس عائلتي وأحدّد خطتي على الصعد كافة في هذه الحياة وتفرّغتُ لأعمال مسرحيّة قدّمتها في الفترة الماضية.



ما الذي يصقل شخصية الممثل، خشبة المسرح أم كاميرا الدراما؟


يجب على الممثل الحقيقي أن يبدع في الأنواع كافّة. فممثل المسرح يكون متمكّناً من أدواته، لأن المسرح يقوم على قدرات الممثل من صوت وأداء ولغة جسد. كلّ ذلك في علاقة مباشـرة مع الجمهور، ما يصقل موهبتك ويجعلك أقوى في عالم الدراما والسينما. وأودّ التشديد على أنّ هناك اختلافاً في طريقة التمثيل والتقنيّات بين عالم المسرح من جهة والسينما والتلفزيون من جهة أخرى.

في المسرح تعيش شخصيّتك التي تقدّمها بطريقة حقيقية. لا أحد يدير الممثل خلال العرض بل يضع هذا الأخير جهوده كافّة مع ملاحظات المخرج والكاتب كي يوصل الشخصية بأفضل طريقة ممكنة. المسرح حياة، فيه «شرقطة» وتفاعل مباشر مع الناس. عالم التلفزيون رائع جداً كذلك، إذ لديك الوقت الكافي للعمل على دورك بكلّ تمهّل فضلاً عن دراسة شخصيّتك وإعادة التصوير مرّة عدة.

لا يمكنني أن أحدّثك عن السينما لأنني لم أخض هذه التجربة بعد، وآمل خوضها قريباً.



أخبرينا عن الدور الذي ما زلتِ بانتظاره؟


أحب تجسيد دور الفتاة المدمنة، إذ أحببت كثيراً أن أوصل رسالة توعويّة إزاء هذا الموضوع. أريد أن أجسّد دور فتاة يتمّ اغتصابها، إذ فكرة الاغتصاب تُخيفني كثيراً لذا أودّ أن أتحدّى نفسي بهكذا نوع من الأدوار.

أسعى دوماً لتقديم أدوار تحمل رسائل توعوية لمجتمنا وأولادنا.



ما رأيك بالدراما العربية المشتركة؟


أعطت الدراما المشتركة دفعاً إيجابياً للدراما المحلية. من الجميل جداً رؤية ممثل سوري ولبناني في مشهد واحد، فنرى هذا التفاعل الإبداعي في تجسيد الأدوار خصوصاً وأنّ الدراسة التمثيلية تختلف من بلد الى آخر.

من المهم جداً اكتساب خبرات بعضنا البعض كممثلين كي نتطوّر سوياً. ويجب التشديد على أنّ الممثل هو من يجعل دوره مميزاً وليس جنسيته أو مساحة شخصيته على الورق!



برأيك ما هي ثغرات الدراما المحلية؟


مستوى الدراما اللبنانية ممتاز جداً، لكن ما ينقصنا هو كتابة نص جيّد يشبه مجتمعنا، والدليل على هذا الموضوع مسلسل «بالقلب» للكاتب طارق سويد الذي حقّق نجاحاً كبيراً بفضل السيناريو، الحوار، الإخراج، الإنتاج وطاقم العمل. لكن، آمل ان يتحسّن وضع البلد كي نتطوّر أكثر فأكثر.





لماذا لم نرك بأدوار كوميدية بعد؟

(ممازحة) حين تصبح كاتباً أو منتجاً معروفاً لا تنسني! ما زلت بانتظار أن يعرض عليّ دور كهذا.



ما الدرس الذي تعلّمته في هذه الفترة بسبب «كورونا»؟


تعلّمتُ أن أقدّر أهمية الاشخاص في حياتي وأنه لا يجب الدخول في سجال أو شجار مع الأقرب إليك. أدركت قيمة اهلي، إخوتي، أصدقائي وكم أنه من المهم رؤيتهم والتفاعل معهم.



هل الحياة بعد «كورونا» ستعود كما كانت قبل انتشار الفيروس؟


يجب على الناس الاستفادة من هذه المرحلة واستخلاص العبر اللازمة. هذه الفترة أرجعتنا الى الذات كي نحدّ من الهموم التي تشغلنا أو الخطط المستقبلية التي نرسمها. كورونا والوضع الاقتصادي في لبنان علّمانا أن نرتّب أولوياتنا مجدداً، لذا علينا تذكّر هذه الفترة والعودة الى الحياة مجدداً بأفكار جديدة أساسها تغليب الطابع الإنساني والحب في كلّ عمل نقوم به.



كيف ترين المشهد اللبناني حالياً؟


المشهد مُبكٍ ومؤلم جداً. من الصعب العيش في هذه الظروف وعدم التفكير بعائلاتنا وأولادنا. لكنني كمسيحية أتمسّك بالصلاة والرجاء كي تمرّ هذه الظروف التي تعصف بلبنان بهذه الحدّة للمرة الأولى.

المسبحة الوردية سلاحي وأواظب على صلاتها يومياً خصوصاً في هذه الأزمة الصعبة. إنها ملاذي وملجئي حيث أجد راحتي، فالله يعطيني إجابات عن اسئلة كثيرة في البيوت التي أصلّيها.



من هو مثالك الأعلى في الحياة؟

أنا هو مثالي الأعلى! إذ أسعى دوماً للتقدم والعمل على نفسي باستمرار.



ممَّ تخافين؟


أخاف من أن يتعرّض أولادي لأمر قبيح في حياتهم!



كلمة أخيرة لقرّاء «نداء الوطن»؟

تمسكّوا بالرجاء والأمل والإيمان لأن غداً هو أفضل من اليوم. لا تصغوا للرسائل السلبية بل للإيجابية وتفاءلوا بالخير تجدوه!

MISS 3