مايز عبيد

نقابة مهندسي الشمال: إنتخابات وتحدّيات

10 تموز 2020

00 : 02

نتائج الإنتخابات ستُحدّد وجهة النقابة السياسية

أيام معدودة، تفصل عن إنتخابات نقابة المهندسين في الشمال، وحتّى لو تأجّلت، كما هو حاصل مع انتخابات نقابة بيروت، فإنّ التأجيل سيكون لشهرٍ واحد، لتجرى في شهر آب المقبل.

التحالفات في طور التبلور، والكلّ يحشد قواه للفوز بمنصب نقيب مهندسي الشمال، حيث وصل عدد المرشّحين له الى 16 مرشّحاً، سيتمّ اختيار نقيب من بينهم، بالإضافة إلى انتخاب عضوين في الهيئة العامة، وعضو لرئاسة فرع الميكانيك، وعضو لرئاسة فرع الكهرباء. ويتألّف مجلس النقابة من 12 عضواً، ويبدو أنّ المعركة الإنتخابية ستكون حامية مثل كل انتخابات تشهدها نقابة المهندسين في الشمال، مع دخول عنصر جديد عليها هذه المرّة، يتمثّل بالثورة التي تطرح للمرّة الأولى مرشّحين لها.

زيادة: على مسافة واحدة

ورأى نقيب المهندسين في الشمال بسام زيادة في إجراء هذه الانتخابات فرصة للحفاظ على الديموقراطية التي تتمتّع بها النقابة. وقال لـ"نداء الوطن": "أنا كنقيب، على مسافة واحدة من جميع المرشحين، حِفاظاً على الوحدة النقابية واستقرار هذه المؤسسة العريقة، وحِفاظاََ على مصلحة المهندسين والنقابة. في السابق، تمّ تأجيل الإنتخابات التي كانت مُقرّرة في 2 آذار بسبب التعبئة العامة التي فرضها مجلس الوزراء، نظراً الى تداعيات أزمة "كورونا"، ولأنّ سلامة المهندسين هي الهاجس الأول بالنسبة إلينا. الآن، وبناءً على القانون 2020/160 المُتعّلق بتمديد المهل، فإن مجلس النقابة في كل من بيروت وطرابلس لم يقم بفتح المهل لتلقّي طلبات ترشيح جديدة. من خارج الإطار، تقدّم الزميل نبيل عيتاني بطلب ترشّحه ولجأ إلى قاضي العجلة، ممّا اضطرّ نقابة بيروت إلى قبول ترشيحه وفتح الهيئة الناخبة باسم جميع المُسدّدين لغاية 30/7/2020، فاضطرّت النقابة لتأجيل الإنتخابات إلى أجل يحدد لاحقاً بعد دراسة المهل القانونية. أما بالنسبة لنقابة طرابلس فلغاية تاريخه لم نتلق أي طعون، ولكننا كنقيب ومجلس نقابة نسعى دائماً إلى تحصين قراراتنا بالقانون، ولذلك سيكون اجتماع قريب لمجلس النقابة من أجل بحث السبل القانونية لإبعاد أي اعتراض وتأمين انتخابات ديموقراطية تليق بالمهندسين".

وتمنى زيادة على جميع المرشحين "أن تكون لديهم برامج واضحة في ما يتعلّق بمستقبل النقابة، وأن يختار الزملاء المهندسون الأكفأ من المرشّحين، أي من يُمكنه الإمساك بقيادة السفينة في هذه الظروف الصعبة".

حرب: فرصة لتقديم الأفضل

من جهته، المرشح لمنصب النقيب بهاء حرب، وهو من بين الأبرز لتولّي هذا المنصب، ومرشّح الحلف الذي يضم تيّار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" و"العزم" و"المردة" و"تجمّع الإصلاح" وقوى أخرى، جدّد ثقته بالنقابة والزملاء المهندسين وقال لـ"نداء الوطن" إنّ الإنتخابات المقبلة تؤكّد الحيوية التي يتمتّع بها الجسم النقابي في نقابة المهندسين، وهي فرصة حقيقية للتنافس على تقديم الأفضل لصالح النقابة والزملاء".

أضاف: "في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، أُدرك تماماً معاناة المهندسين لأنّني عشت هذه التجربة في شبابي وأعيش الآن معهم كلّ التحديّات. فمن هذا المنطلق، سأضع إمكاناتي وجهودي في خدمة المهندسين والنقابة، وسأستثمر علاقاتي مع دول الخليج العربي لفتح مجالات عمل للمهندسين والخرّيجين الجدد، وسأحافظ على النقابة كبيت لكلّ مهندس ومهندسة".

غزالي عن الثورة

على المقلب الآخر، تحاول الثورة إنجاز تحالفاتها في وجه القوى والأحزاب الأخرى، لكن هذه التحالفات لم تتبلور بشكل نهائي.

وأكّد المرشح لمنصب النقيب عن الثورة المهندس رياض غزالي لـ"نداء الوطن" أنّ المعركة في الشمال من حيث التحالفات "تُشبه كثيراً المعركة في بيروت. أما عن الأداء وما يجري خلال هذه الإنتخابات، فهناك طرحان في النقابة. الطرح الأول وهو الذي كان سائداً منذ 12 سنة وأدّى إلى جمود في النقابة بالرغم من بعض التطويرات التي لم ترتقِ إلى مستوى طموحات المهندسين، والطرح الثاني هو الطرح التغييري لتحسين وضع النقابة".

أضاف:"علينا استعادة دور النقابة على المستوى الوطني بعدما تخلّت عنه ولم يعد لها رأي في الكثير من المشاريع التي تحصل عبر الدولة. المرحلة المقبلة صعبة على المستوى الإقتصادي، وهناك مشاريع هندسية كبيرة توقّفت، وواردات النقابة لا بد من انّها ستنخفض، وهنا على النقيب الجديد وفريق العمل إعداد رؤية جديدة للمرحلة المقبلة تأخذ في الاعتبار كلّ هذه التطورات خِدمة للمهندسين ونقابتهم. نحن نحمل هذه الرؤية، وإذا ما حالفنا الحظ فسنعمل على تطبيقها لمصلحة المهندسين".

إذًا، معركة انتخابات نقابة المهندسين في الشمال هذه المرّة لن تكون سهلة ولا يمكن التكهّن بنتائجها مُسبقاً، بانتظار أن تجرى في الأيام المقبلة لتُحدد وجهة النقابة السياسية.


MISS 3