شربل داغر

إصلاح العربية

13 تموز 2020

02 : 00

يتراجعُ مستوى غير لغةٍ في العالم، بعكس العناية المتزايدة باللغة الإنكليزية.

هناك تساهلٌ أكيدٌ في تدوين اللغة، والتخفف من بعض علاماتها لصالح لغة أقرب إلى السماع والاستسهال.

هذا ما يصيب العربية بقوة متزايدة، متفاقمة، لدرجة أن إحدى الجامعات العربية طلبت مني، قبل سنوات، القيام بمهمة فحص لغوي... لأساتذة العربية فيها.

اعتذرتُ، على الرغم من تنبهي وإدراكي الممتد لهذا التدهور المتعاظم.

ذلك ان العربية تقلُّ الحاجة إليها، في ما خلا التكالم، أو بعض التآليف والقراءة بها.

إلا أن الأدهى، في حال العربية، هو انها لا تصمد في المقارنة مع غيرها من اللغات، في التعليم. فللإنكليزية، والفرنسية، كتبُ "قواعد"، مضبوطة، ميسّرة الأمثلة، تُعنى بوجود الإنسان حاضراً، وذات جاذبية...

أما في العربية، فتتوافر فيها كتبُ "قواعد"، ولكن من دون أي إصلاح، لا في القواعد نفسها، ولا في تيسير كتابتها.

ذلك ان العربية عرفت، في تاريخها الطويل والغني، اقتراحات واجتهادات من علماء اللغة، من دون أن تُقرها، أو تبتُّ فيها، لا قديماً ولا حديثاً، أي هيئة جامعة ذات مصداقية. يكفي ان نتابع، في الكتب، كتابة الهمزة، او الالف المقصورة، او غيرها، كي نتحقق من هذا التضعضع.

فكيف إذ يشترط البعض، في كتاب قواعد، وضع الهمزة تحت: إن بعد ورود فعل القول (: نقول إن...)! أو يشترطون التمييز بين: ابن، و: بن، بحسب ورودها في اول التسلسل العائلي او في آخره.

الأمثلة كثيرة، والإصلاح ملحّ.

إلا أن ابراهيم اليازجي صاغ القاعدة قبل أكثر من مئة سنة، إذ كتب: "وإذ اللغةُ بأهلها...".

أما ما يعيق العربية من أن تكون لغة متطورة، وجذابة، وميسرة، فيتعين في "سياسات" العرب وحكوماتهم.

فمَن يباشر هذه السياسات؟ وكيف يمكن - من قبل الباحثين الجادين والمعنيين - الإعداد لها؟


MISS 3