ستيفاني غصيبه

في اليوم العالميّ للّغة الأمّ...

تعليم العربيّة في المهاجر واجب وحقّ

22 شباط 2024

02 : 01

في اليوم العالميّ للغة الأمّ، نظّمت مؤسّسة «الفكر العربي» أمس ندوةً بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدّد القطاعات للدول العربيّة في بيروت، بعنوان «كيف يتعلّم أبناؤنا العربيّة في المهاجر؟ تجارب وتطلّعات». وفي هذه المناسبة، أطلقت المؤسّسة كتابها السنويّ السابع من سلسلة «أفق» يحمل عنوان الندوة نفسه، وقد شاركت في تأليفه كوكبة من الخبراء والتربويّين العرب والأجانب.

وفيما شاركت في الجلسة قامات دبلوماسيّة وسياسيّة وتربويّة وإعلاميّة، أدار الحوار الدكتور في اللسانيات الاجتماعيّة نادر سراج الذي أجاب من خلال مداخلته على أسئلة عدّة طرحها لنفسه عن اللغة والكتاب الجديد والجلسة القائمة، وصف من خلالها العمل الذي تمّت مناقشته بـ»عصف أفكار لنخب عربيّة وغربيّة». كما تطرّق إلى نقاط كثيرة تدور في فلك تعليم أولاد المهاجرين العرب لغة أوطانهم الأمّ، فهم «ورثة هذه اللغة»، مشيراً إلى أنّ المادة الجديدة التي يقدّمها هذا الكتاب هي «مسائل تتعلّق باللغة العربيّة غُيّبَت أحياناً عن الجمهور، مع تقديم أرقام ونتائج لأبحاث علميّة جمعتها «مؤسّسة الفكر العربي». وقال سراج في حديثه عن «رقمنة اللغة»: «لا بدّ من تعزيز لغتنا في العالم الإلكتروني أسوةً باللغات الحيّة التي تشبه الناس».

بدوره، اغتنم الدكتور فادي يرق، ممثّلاً اليونسكو، الفرصة للتأكيد على أنّ هذا الحدث بغاية الأهمّيّة لجهة تسليط الضوء على دور اللغات، معتبراً أنّ ذلك تحدٍّ مهمّ في ظلّ المعطيات الحاليّة.

أمّا المدير العامّ لمؤسّسة «الفكر العربي» البروفسور هنري العويط، فقال: «أصدرنا هذا الكتاب لمناسبة مرور خمسين سنةً على القرار الذي اتّخذته الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في 18 كانون الأوّل 1973، وقضى باعتماد العربيّة واحدةً من اللغات العالميّة الستّ». وتابع: «آثرنا أن نقصر اهتمامنا في هذا الإصدار على موضوع تعليم العربيّة لأبنائنا في المهاجر، لا عملاً بالقول المأثور: «الأقربون أولى بالمعروف» فحسب، بل لنذكّر أيضاً بأنّ تعليم لغة الضاد لأبنائنا، في أوطاننا وخارج حدودها، واجب وطنيّ وقوميّ يتعيّن علينا جميعاً».

وعن الكتاب، أفاد العويط بأنّه «سيتبيّن للقارئ أنّ ملفّ تعليم العربيّة لأبناء المهاجرين لا يقتصر على الجوانب التقنية، وأنّه لا يقارب اللغة من خلال وظيفتها التواصليّة فقط، بل تحضر فيه أيضاً بقوّة إشكاليّات الهويّة والانتماء والأبعاد الدينيّة والثقافيّة والسياسيّة».

من ناحيته، تناول مدير قسم العربيّة والترجمة في جامعة قرطاج الدكتور طارق بو عتّور التحدّيات والحواجز وسبل تجاوزها، إلى جانب الرهان الاجتماعي والنفسي والتعليمي والتشريعي. واعتبر أنّ «أبرز الحواجز التي تعترض لغتنا في المهاجر هي سوء التقدير للأوضاع المحيطة وعدم مراعاة واقع الاندماج وحذر البلدان المستضيفة من التطرّف. وتكمن سبل الحلّ في مراعاة حاجات الدارسين وواقع اندماج الأبناء، واعتماد الأساليب المحفّزة في التعليم، وابتكار منهج خاص لتعليم العربيّة في المهاجر. أمّا الضمانات لنجاح هذه الخطط فتكمن في تقليص الفجوة بين المتعلَّم والمحكي، والدراسات الميدانيّة لتشخيص الواقع، وتعزيز دور الهيئات الإقليميّة كاليونسكو».

أخيراً، اقتبست الدكتورة زهيدة درويش الأكاديمية والخبيرة لدى اليونسكو مقاطع من الكتاب، مشدّدةً على «ضرورة التفكير بواقع اللغة سواء داخل أوطاننا أو خارجها، حيث غالباً ما تسود فوضى في الكتب والمناهج ونقص في عدد المعلّمين وندرة في المعلومات الدقيقة عن واقع اللغة».

وفي حين أثبتت الدراسات أنّ عدم الحماسة لتعلّم العربيّة سائدة لدى الشباب، أوضحت درويش أنّ «المشكلة ليست في صفة الصعوبة الموجودة في الأذهان عن لغة الضاد، بل في طرق تعليمها التقليديّة، وفي عدم تضافر الجهود العربيّة وعدم وجود مرجعيّة موحّدة تساهم بتسهيل وتعزيز التعلّم، على مثال المنهج الأوروبّي لتقييم مستوى اللغة لدى الأجانب (A1 إلى C1)».



MISS 3