في اليوم الـ132 للحرب في قطاع غزة، استمرّت المأساة الإنسانية مع مواصلة إسرائيل قصفها العنيف وعملياتها العسكرية، في وقت تعمل فيه واشنطن مع القوى الإقليمية المعنية بالصراع على التوصّل إلى «اتفاق هدنة» يؤمّن فترة هدوء تتبادل خلاله الدولة العبرية وحركة «حماس» الأسرى والرهائن، وتدخل كميات أكبر من المساعدات الإنسانية لسكّان القطاع.
في السياق، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من تيرانا إلى جانب رئيس الوزراء الألباني إيدي راما أنه من المُمكن التوصّل إلى اتفاق هدنة، وقال: «نحن نعمل على ذلك بشكل مكثف وأعتقد أنه لا يزال من الممكن» التوصّل إلى اتفاق، مضيفاً: «نحن ملتزمون للغاية ببذل كلّ ما في وسعنا للمضي قدماً ومعرفة ما إذا كان بإمكاننا التوصّل إلى اتفاق»، بينما تتواصل المحادثات بين الوسطاء في القاهرة.
توازياً، أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعاً مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز شارك فيه رئيس «الموساد» ديفيد برنيع. ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي أن «سياسة الضغوط القصوى في المفاوضات والميدان هي الطريق لإجبار «حماس» على التنازل».
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي قد كشف الأربعاء أن مديره كريستوفر راي قام بزيارة غير مُعلنة إلى إسرائيل للقاء مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. والتقى راي أيضاً عملاء من وكالته متمركزين في تل أبيب، حيث أكد أهمية عملهم الذي يتعلّق بـ»حماس»، و»حزب الله» المدعومين من إيران في لبنان، وفق بيان «أف بي آي» الذي أوضح أن «تركيز راي» انصبّ على جهود وكالته ضدّ المنظمات الأجنبية التي تُشيد بالهجمات على إسرائيل وتُهدّد بمهاجمة الولايات المتحدة، سواء في الخارج أو الداخل.
في المقابل، اعتبر مستشار رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» طاهر النونو أن الجانب الإسرائيلي «يُعرقل التوصّل إلى أي اتفاق لتبادل المحتجزين ويُعطّل كلّ محاولة جدّية للتوصّل إلى وقف إطلاق النار». وقال النونو خلال حديث لـ»وكالة أنباء العالم العربي» إنّ «إسرائيل تُمارس عملية خداع إعلامي للجمهور وتدَّعي أن هناك حراكاً تجاه صفقة تبادل»، في حين أنها «متشبّثة برأيها ولا تُريد أي شكل من أشكال وقف العدوان على قطاع غزة».
في الموازاة، أفاد مسؤولان إسرائيليان بأن نتنياهو أبلغ بلينكن الأسبوع الماضي أن أي اعتراف أميركي مباشر أو غير مباشر بدولة فلسطينية سيكون «هدية لهؤلاء الذين خطّطوا لهجوم 7 تشرين الأوّل»، وفق ما نقل موقع «أكسيوس»، فيما دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي كان قد اجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى «وقف القتل والعقاب الجماعي» للفلسطينيين في غزة، في خطاب ألقاه أمام اجتماع لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين خُصّص للوضع في القطاع.
ميدانيّاً، وبعد أيام من القتال في محيطه، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أن قواته الخاصة دخلت «مجمع ناصر الطبي»، الأكبر في مدينة خان يونس، حيث نفّذ «عملية دقيقة ومحدودة» بعد حصوله على «معلومات استخباراتية موثوقة من عدد من المصادر، بما في ذلك من الرهائن المُفرج عنهم، تُشير إلى أن «حماس» احتجزت رهائن في مستشفى ناصر وأنه قد تكون هناك جثث لرهائننا فيه».
واعتبرت «حماس» أن اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى وإرغام من فيه من طواقم طبية ونازحين ومرضى على مغادرته «استمرار لحرب الإبادة وإمعان في تحدّي القوانين الدولية»، فيما أكد متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنه لا يُمكن للمستشفيات الميدانية أن تحلّ مكان المستشفيات في القطاع. بالتزامن، حذّر منسّق المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث من احتمال تدفّق الفلسطينيين في رفح إلى مصر، معتبراً أن انتقال الأفراد في غزة إلى مكان آمن «وهم».
من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم لنظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان عن استيائه بعد التحقيق الذي بثّته الإذاعة العامة السويدية في شأن الزوجين مهدي رمضاني وفرشته سنايفريد اللذين أرسلتهما طهران لاغتيال يهود في السويد، مشدّداً على أنه «أمر سلبي جدّاً أن تُحيك دولة ما مؤامرات اغتيال على أراضينا، فنحن لا نأخذ الأمر باستخفاف ونعتبره أمراً خطراً».