جورج الهاني

بين المبادرات الفردية ودعم الوزارة

13 تموز 2020

01 : 01

منذ أن تحوّلت الرياضة في لبنان الى شبه إحترافية مع دخول اللاعبين الأجانب الى الألعاب الرياضية، خصوصاً كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وارتفاع كلفة الصفقات والتعاقدات، والأندية تعتمدُ على المبادرات الفرديّة لتغذية صناديقها، بعضها لمجرّد الإستمرار والصمود وسط هذا الكمّ الهائل من الصعوبات والتحدّيات، وبعضها الآخر - على ندرتها - للمنافسة الجدّية على الألقاب المحلّية والخارجية "رغم كلّ شي".

لم تكنْ الأندية لتبحث عن الرعاة والمموّلين لفرقها لولا غياب الدولة الكلّي عن هذا القطاع الحيويّ المهمّ الذي يبقى المتنفَّس النظيف الوحيد للشباب اللبناني الذي يرى في الرياضة خشبة خلاصٍ وملاذاً للهروب من كلّ ما يواجهه في هذه الظروف المأسوية من قلق ويأس وإحباط، حتى أنّ وزارة الشباب والرياضة التي من المُفترض أن تكون المعنية الرئيسية بشؤون الإتحادات والأندية والجمعيّات الرياضية لا تمنّ عليها إلا ببعض الفتات المتساقط من على طاولة الوساطات والمحسوبيات، وكأنّ المساعدات المالية هي حكرٌ على حزبٍ أو طائفة أو منطقة بعيداً من معيار الكفاءة والجدارة والإنجازات المشرّفة.

إنّ أكثر ما يُعيقُ عمل الأندية ويعرقل مسيرتها الرياضية هو المزاجية التي تتحكّم بتصرفات الأشخاص النافذين الداعمين لها، فهي في بداية كلّ موسم رياضيّ تبني فرقها على أساس ميزانية محدّدة يتكفّل الداعم بها ويعدُ بدفعها، وإذ به في ليلةٍ ليس فها قمر يقطع إمدادات المساعدة ويسحب يده من التمويل، تاركاً الأندية وحيدة وتائهة في منتصف الطريق وفي مهبّ الرياح، والأمثلة في هذا السياق وفي مختلف الألعاب الجماعية والفردية كثيرة ومتعدّدة.

مهما كان الداعمون مقتدرين وصادقين، لا بديل عن وزارات الدولة وأجهزتها للنهوض بالرياضة من جديد وإيصال أبطالها وبطلاتها الى منصّات التتويج داخل حدود الوطن وخارجه، وهنا دورٌ أساسيّ وجوهري لوزارة الشباب والرياضة التي يجب أن تضطلع بواجب الإهتمام والرعاية، لأنه في ختام المطاف "إن لم يبنِ الربُّ البيت، فعبثاً يتعبُ البنّاؤون"...


MISS 3