أول مرحلة من بناء مُحطّم ذرات جديد في أوروبا قد تبدأ خلال عشرين سنة

02 : 00

في السابق، تجمّد نهر جوفي لتسهيل بناء «مصادم الهدرونات الكبير». اليوم، يتم التخطيط لبناء مُحطّم ذرات جديد سيكون أطول من ذلك المصادم بثلاث مرات وسيتمكن من تحطيم الجزيئات دفعةً واحدة بقوة مضاعفة.



خلال العقود القليلة الماضية، أصبحت المصادمات أداة أساسية لكشف ألغاز الكون على أعمق المستويات. غيّر مصادم الهدرونات الكبير قواعد اللعبة وأصبح أهم مصادم في العالم.

إذا أراد العلماء أن يحتفظوا بدور أساسي لمصادم الهدرونات الكبير في فيزياء الطاقة العليا خلال السنوات المقبلة، يجب أن تتجاوز عتبات الطاقة قدراتها الراهنة. حللت دراسة «المصادم الدائري المستقبلي» تصاميم متنوعة للمصادمات، وهي تتصور بناء هيكل بحثي ضمن نفق بحجم مئة كيلومتر تحت الأرض. ينذر هذا المشروع الطموح ببرنامج فيزيائي قد يرفع أبحاث الطاقة إلى أعلى المستويات خلال القرن المقبل.

لكن تتعدد التحديات التي يواجهها تصميم النفق الجديد وهندسته، إذ يجب أن يبتعد عن المناطق المثيرة للاهتمام من الناحية الجيولوجية، ويزيد فاعلية المصادمات المستقبلية، ويسهّل التواصل مع مصادم الهدرونات الكبير، ويوضح الآثار الاجتماعية والبيئية للمباني السطحية والبنى التحتية.

يبدو أن تحديد موقع النفق يطرح أكبر التحديات، لذا يفكر المعنيون بمجموعة من الخيارات المحتملة انطلاقاً من حرص المجلس الأوروبي للأبحاث النووية على تجنب أي تأثيرات سلبية على المنطقة المنتقاة.

داخل نفق «المصادم الدائري المستقبلي» (يبدو أنه سيقع في نفق على شكل حلقة تحت منطقتَي «هوت سافوا» و»آن» في فرنسا وجنيف في سويسرا)، من المتوقع أن ينشط مصادمان معاً بوتيرة متلاحقة.

من المنتظر أن تبدأ المرحلة الأولى من هذا المشروع بحلول منتصف أربعينات هذا القرن، ويُفترض أن يشمل «مصادم الإلكترون والبوزترون». يأمل العلماء في أن يقدّم المشروع قياسات بالغة الدقة ويكشف الخصائص الفيزيائية بمستوى تتجاوز النموذج المعتمد راهناً. وفي المرحلة اللاحقة، يُفترض أن ينشط مصادم البروتونات الذي يتجاوز قدرات الطاقة التي يتمتع بها مصادم الهدرونات الكبير بثمانية أضعاف!

من المدهش أن يسعى مشروع «المصادم الدائري المستقبلي» إلى دفع اصطدام الجزيئات نحو طاقات بمعدل مئة إلكترون فولت، على أمل أن تنكشف عوالم فيزيائية جديدة. لكن لتحقيق هذا الهدف، لا بد من إحراز تقدّم تكنولوجي جديد، وقد بدأت أكثر من 150 جامعة حول العالم تستكشف الخيارات المتاحة.

MISS 3