شهدت الممرات المائية الحيوية في التجارة العالمية عدداً من الاضطرابات خلال السنوات الأخيرة، مما أضر بسلاسل التوريد عبر الصناعات والاقتصادات. ومن الأحداث الرئيسية التي أثرت على تلك الممرات المائية الاضطرابات المتعلقة بفيروس «كوفيد-19»، وجنوح سفينة «إيفرجيفن» في قناة السويس، والجفاف المستمر في قناة بنما، والحصار الذي فرضته روسيا على موانئ البحر الأسود في أوكرانيا، ومؤخراً الهجمات المستمرة على السفن في البحر الأحمر.
وحسب بيانات المنظمة البحرية الدولية، فإنه يتم شحن 90% من البضائع المتداولة عالمياً عن طريق البحار، وبالتالي فإن الحفاظ على تدفق الحركة خلال هذه الممرات المائية يعد أمراً حيوياً لأن أي حدوث لأي اضطرابات بها يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي. ولكن بالطبع فإن الممرات المائية الرئيسية للشحن في العالم ليست سوى جزء من التحديات الأوسع نطاقًا التي تواجهها سلاسل التوريد، فهناك أزمة المناخ وعدم الاستقرار الجيوسياسي وغير ذلك. فما هي أهم الممرات المائية للتجارة العالمية؟
القناة الإنكليزية
هي أكثر ممرات الشحن البحري ازدحاماً في العالم، إذ تمر خلالها أكثر من 500 سفينة يوميًا. وسنوياً يمر فيها أكثر من 16 مليون شخص و5 ملايين سفينة من خلال ما يقرب من 170 ميناءً ومرفأً في القناة.
مضيق ملقا
يقع الممر المائي بين جزيرة سومطرة في إندونيسيا وشبه جزيرة الملايو، ويربط بين المحيطين الهندي والهادئ، ويمتد من بحر أندامان عبر مضيق سنغافورة إلى بحر الصين الجنوبي. ويربط العديد من الاقتصادات الكبرى في آسيا بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والهند. سنوياً، تمر حوالى 94 ألف سفينة عبر المضيق أو تستخدم أكثر من 40 ميناء فيه. وتحمل السفن التي تمر بالمضيق سنوياً حوالى 30% من كافة السلع المتداولة عالمياً.
مضيق هرمز
يقع بين إيران وعمان، ويعتبر مسار الشحن الرئيسي للنفط من الشرق الأوسط. يمر فيه خٌمس الاستهلاك العالمي من النفط يومياً عند حوالى 21 مليون برميل. كما يشهد نقل 20% من الغاز الطبيعي المسال العالمي كل عام.
قناة السويس
تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وهي أقصر مسار بحري من أوروبا إلى آسيا، إذ تسمح للسفن بتجنب الرحلة الطويلة حول رأس الرجاء الصالح. لعبت القناة دوراً استراتيجياً في كل من التجارة والجغرافيا السياسية، لكنها تأثرت في الأشهر الأخيرة بالهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.
قناة بنما
تربط قناة بنما بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وما يقرب من ألفين ميناء في 170 دولة. أثر الجفاف الذي استمر طويلاً على القناة بصورة كبيرة، ولم يتوفر سوى القليل جداً من المياه من البحيرات التي تغذي القناة. مما خفض أعداد السفن القادرة على المرور، ورفع أوقات الانتظار من بضع ساعات إلى أسابيع.
مضيق باب المندب
يقع مضيق باب المندب في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، ويسهل 40% من التجارة الدولية. وتعطلت حركة السفن عبر مضيق باب المندب الواقع بين الطرف الجنوبي للبحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين على السفن التجارية. رغم أن تقرير المنتدى الاقتصادي لم يذكره لكن يعد مضيق باب المندب من الطرق الاستراتيجية لشحنات النفط والغاز الطبيعي . ( المنتدى الإقتصادي العالمي - أرقام)
