جاد حداد

Human Playground... أصل الألعاب الرياضية تحت المجهر

21 شباط 2024

02 : 00

يؤدي النجم السينمائي إدريس إلبا (50 عاماً) دور الراوي في الوثائقي Human Playground (الملعب البشري) ويكتب مقدمة كتاب الصور الملحق به. العمل من تصوير وكتابة المصورة البلجيكية هانيلور فاندنبوش التي تريد استعمال هذا المشروع لاستكشاف قدرة الرياضة على توحيد البشر.

يتمتع إلبا بخبرة رياضية واسعة، بدءاً من تقديم المشاهد الخطيرة بنفسه في أفلام الحركة التي شارك فيها وصولاً إلى تدرّبه كملاكم محترف طوال سنة كاملة، لكنه يخبر الناس الآن بأن التعاون مع فاندنبوش ومخرج المسلسل توماس كان لتحضير هذا الوثائقي غيّر رأيه حول ما يستطيع الناس تحقيقه.

تعليقاً على المشروع، يقول إلبا: «هذا الوثائقي غيّر الرأي الذي أحمله عن الرياضة وخصائص الرياضيين حرفياً، كما أنه وسّع آفاق تفكيري بشأن قوة التحمّل وما يستطيع البشر فعله ومستوى قدراتهم. لا بأس إذا تعجّب كل من يشاهد هذا المسلسل في منزله بما يراه لأنه يجد صعوبة في الذهاب إلى النادي الرياضي. تتعدد الطرق الأخرى التي تمنح الناس الشعور الذي ينتاب من يقصدون النادي. قد يكتفي الفرد بالتنزه ثم يقطع مسافة غير مسبوقة. يستطيع كل شخص أن يشجّع نفسه ويتطور بطريقته الخاصة».

يشمل كتاب الصور المرفق مع الوثائقي لقطات على صلة بـ15 رياضة ولعبة فريدة من نوعها من جميع أنحاء العالم. غالباً ما يُركّز المسلسل على الألعاب الراسخة في تاريخ مختلف الثقافات، وهي أقدم بكثير من معظم المسابقات الرياضية التي أصبحت شائعة حول العالم اليوم وتحمل طابعاً تجارياً.

يذكر بيان صحفي خاص بهذا المشروع: «يشير الكتاب إلى مختلف الطرق التي يختبر فيها البشر معنى اللعب على شكل ستة مواضيع شاملة: الطقوس القديمة، وشعائر العبور، والأعمال التجارية، والألم، والنزعة المثالية، والمقدسات. هو يكشف الطرق الأصلية والمتطرفة التي يلجأ إليها الناس لاستعمال الرياضة بطريقة تسمح لهم بالتعبير عن هويتهم في عدد من أكثر الملاعب إبهاراً حول العالم. لا يقتصر هذا الكتاب على الرياضة، بل إنه يتطرق أيضاً إلى التقاليد، والمهارات، والمثابرة، والشرف، والعوامل التي تعطينا الصفات البشرية».

يستكشف الكتاب والمسلسل مثلاً مغامرات راكبي الأمواج الذين يسافرون إلى البرتغال بحثاً عن أكبر الأمواج في العالم، والملاكمين النيجيريين المشاركين في مصارعة «دامبي»، وصيّادي النسور البدو من منغوليا. لكن يعترف إلبا بأن أكثر ما أثار اهتمامه هو تجربة رياضة القفز والإمساك بالعمود الهولندية «فيرلجيبين» التي يعتبرها الكتاب «الرياضة الأقدم والأكثر تقليدية» في هولندا.

تعليقاً على هذه الرياضة التي ظهرت منذ قرون على شكل طريقة عمليّة تسمح للمزارعين بعبور الممرات المائية في أوروبا الوسطى، يقول إلبا: «نحن نتكلم في إحدى الحلقات عن أولئك المزارعين الهولنديين الذين يمارسون هذه الرياضة، فيقفزون فوق القنوات أو الممرات المائية عبر استعمال هذا العمود الضخم. هم يتسلقون إلى أعلى العمود ثم يقفزون إلى أبعد مسافة ممكنة. أريد أن أجرّب هذه الرياضة، فهي تبدو ممتعة جداً، لكن يجب أن يكون الفرد قوياً ورشيقاً لممارستها. شعرتُ بأن الرياضيين الذين اختارهم الوثائقي يتمتعون بعقلية متفانية جداً سمحت لهم ببلوغ الإنجازات التي حققوها. تُعتبر الغواصة تحت الجليد، كيكي بوش، من أكثر الأسماء اللافتة، فهي تبذل جهوداً رياضية خارقة».

يعترف إلبا بأنه لم يجرّب الغوص تحت الجليد بالشكل الذي يوثّقه المسلسل، لكنه يتذكر أنه استحمّ بمياه باردة جداً في فنلندا قبل أن يدخل حمّام السونا، ما يؤكد على الانضباط الذي يُفترض أن يتمتع به أي غواص تحت الجليد.

يضيف إلبا: «لقد تجمّدت عيناي من شدّة البرد الذي شعرتُ به. كنتُ في حالة صدمة، لكن انتابني شعور مدهش. ثم استمتعتُ طبعاً بالجوانب المتطرفة الأخرى من هذا النشاط. لكني أدركتُ أني لا أتمتع بالعقلية التي يحملها من يستطيع القفز والسباحة في الثلج وقطع أنفاسه. تتعلق أهم رسالة استخلصتُها من هذا الوثائقي بقدرة الناس على إيجاد طرق مبتكرة كثيرة لتحدّي أنفسهم، وهو أمر مدهش. حين نغادر الملعب في صغرنا أو شبابنا، أو نأخذ استراحة لأي سبب، أو نقصد الحديقة لركل الكرة بكل بساطة أو القيام بأي نشاط آخر، ثم نوقف هذه النشاطات كلها في سن الرشد، أظن أن جزءاً منا يموت. لكنه لا يموت بالكامل لأننا نستطيع أن نسترجعه عبر استئناف تلك النشاطات وتطويرها».

MISS 3