الكائنات الحية نفسها تنتشر في جميع الجثث

02 : 00

يكشف بحث جديد أن فريق التنظيم البيئي الذي يفكّك الجثث يشمل عدداً من الأجناس نفسها ويميل إلى تطبيق عملية متشابهة بغضّ النظر عن المكان، أو المناخ، أو الموسم. تحاول مواد التحلّل، لا سيّما الجراثيم والفطريات، التهامنا طوال الوقت، لكنها تُطرَد بفضل جهاز المناعة، والحاجز الجلدي، وممارسات النظافة الشخصية، والبيئة الميكروبية المفيدة. هذا ما يحصل قبل الموت على الأقل.

في التجربة الجديدة، استكشف الباحثون 36 جثة بشرية. كانت كل جثة منها طازجة (غير مجمّدة) وفي أولى مراحل التحلّل، ولم تتعرّض بالكامل بعد لآثار الطقس والحشرات في البيئة المحيطة.

في البداية، تتحرّك مواد التحلّل بطريقة عشوائية وانتهازية، ثم تتبع مجموعات من الجراثيم الجديدة نمطاً واضحاً بعد فترة، فتظهر بنية متماسكة في هذا النظام البيئي المستجد وبغض النظر عن مكان وجود الجثة.

أدّت هذه العمليات إلى نشوء شبكة من مواد التحلّل التي تتألف من أصناف ناشئة وفريدة من نوعها، فتُفكك المواد العضوية بطريقة منسّقة.

أثّر المناخ والموقع على سرعة تحلّل الجثة، لكن يبدو أن هذه العوامل لا تُحدِث فرقاً كبيراً على مستوى تحديد العناصر التي تفكّك الجثث.

استعمل العلماء عينات من الحمض النووي المأخوذ من الجثث والعناصر التي تُحلّلها والتربة المحيطة بها، فاستكشفوا شبكة التفاعلات التي تشير إلى ما تفعله تلك الكائنات الحية لإعادة تدوير جميع أجزاء الجسم.

يشتبه الباحثون في أن شبكة مواد التحلّل الميكروبية ليست حكراً على تفكيك جثث البشر، بل تحافظ عليها الحشرات جزئياً.

قد لا تكون هذه الميكروبات حكراً على البشر لكنها لا تظهر في كل مكان، بل إنها عناصر نادرة في البيئات التي تخلو من عمليات التحلل، ويظنّ الباحثون أنها لا تتكاثر إلا في أكثر البيئات رعباً كتلك التي تشمل جثثاً قابلة للتعفّن.

من خلال جمع البيانات الميكروبية مع تقنية التعلّم الآلي، نجح الباحثون في توقّع المدّة التي مرّت منذ الوفاة بدقة، لا سيّما حين استعملوا الميكروبات التي تفكّك الجلد كنقطة مرجعية. هم يأملون في تحوّل هذه التقنية إلى أداة قيّمة في تحقيقات الطبّ الشرعي مستقبلاً.

MISS 3