رواد مسلم

الإتحاد الأوروبي يحشد قدراته لمواجهة الخطر الحوثي

21 شباط 2024

02 : 00

خلال إحباط خفر السواحل الأميركي إرسال شحنة أسلحة إيرانية إلى الحوثيين أواخر الشهر الماضي (أ ف ب)

أطلق الاتحاد الأوروبي رسميّاً مهمّة عسكرية للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في الممرّات المائية الاستراتيجية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، والمياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان، حيث تتعرّض سفن غربية لهجمات مسيّرة وصاروخية ولأعمال قرصنة، وقد أُطلق عليها اسم «أسبيدس» التي تعني «الدرع» باليونانية. وحتى الآن، أعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا نيّتها المشاركة بالسفن التي تطلبها المهمّة التي أكّد الاتحاد أنها محدّدة لمدّة عام قابلة للتجديد، وتقتصر على حماية السفن المدنية في البحر الأحمر ولن تنفّذ أي هجمات على الأراضي اليمنية.

تتضمّن المهمة البحرية إرسال أربع فرقاطات على الأقل وستكون جاهزة للعمل بكامل طاقاتها خلال أسابيع قليلة، فضلاً عن طائرة واحدة للإنذار المبكر، وسيكون لدى سفن المهمّة أوامر بإطلاق النار على المسلّحين فى حال تعرّضها للهجوم أوّلاً، ولن يُسمح لها بإطلاق النار بشكل استباقي، كما أنّها ستوفّر المعلومات الخاصة بالوضع البحري، وسترافق السفن وتحميها من الهجمات المحتملة. ومن المقرّر أن تتولّى اليونان القيادة العامة لهذه المهمة من خلال غرفة عمليات في مدينة لاريسا اليونانية، في حين تتولّى إيطاليا القيادة العملياتية في البحر بقيادة الأدميرال ستيفانو كوستانتينو.

على الرغم من وجود أصول بحرية في المنطقة تابعة لسبع دول في الاتحاد الأوروبي (فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا والدنمارك واليونان)، لكن هذا لا يعني أنها ستُشارك بالضرورة في مهمّة «أسبيدس». أرسلت ألمانيا الفرقاطة «هيسين أف 221» في 8 شباط للمشاركة بمهمة «أسبيدس»، وهي فرقاطة دخلت الخدمة مع البحرية الألمانية بين عامي 2004 و2006، ومصمّمة لتوفير مراقبة جوية بعيدة المدى وللدفاع الجوي.

الفرقاطة الألمانية مزوّدة بنظام الإطلاق العمودي «أم كي 41» المخصّص للدفاع الجوي، ومكوّن من 32 خلية قادرة على إطلاق نوعين من الذخائر، صواريخ « أر أي أم 66»، وصواريخ «سي سبيرو أر أي أم 162» المضادة للطائرات والسفن. كما أنّها مزوّدة بصواريخ «هاربون» المضادة للسفن، و»توربيدو» مضاد للغواصات، وأسلحة دفاعية، فضلاً عن وجود طوافتي «سي لينكس» على متنها، قادرتين على إطلاق «توربيدو»، وصواريخ «سي سكيوا» المضادة للسفن والأهداف الأرضية، فضلاً عن أسلحة رشاشة دفاعية.

وتخطّط اليونان لإرسال الفرقاطة «إتش أس هيدرا» التي توازي قدراتها الفرقاطة الألمانية، مع إختلاف في نوع الطوافات، فالفرقاطة اليونانية مزوّدة بطوافة واحدة من طراز «سيكورسكي أس أتش 60» (سي هوك) للبحث والإنقاذ والدفاع الذاتي. كما نشرت إيطاليا المدمّرة «كايو دويليو دي 554» في المنطقة التي توازي قدرات الفرقاطة الألمانية، لكن تتفوّق عليها بعدد خلايا نظام الإطلاق الصاروخي العمودي الذي يبلغ 48 خلية، القادر على إطلاق صواريخ «أستر» البعيدة والقصيرة المدى، فضلاً عن صواريخ «أوتومات» الإيطالية المضادة للسفن وللأهداف الأرضية.

وتعهّدت بلجيكا إرسال فرقاطتها «لويز ماري أف 933» للمهمة التي توازي قدراتها الفرقاطات المرافقة. أمّا بالنسبة إلى فرنسا، فلا توجد تفاصيل متاحة حاليّاً حول إسم السفينة الحربية أو الفرقاطة التي سترسلها وقدراتها، لكنّها تقوم حاليّاً بمهام دفاعية في البحر الأحمر وخليج عدن من خلال التحالف الدولي لحماية البحار، عبر الفرقاطة «ألساسي دي 656»، والفرقاطة «لانغودوك دي 653» المعزّزة بالدفاع الجوي، التي عبرت قناة السويس في إتجاه البحر الأحمر في كانون الثاني وأسقطت عدّة مسيرات تابعة للحوثيين.

كانت دول الاتحاد الأوروبي متردّدة في دعم عملية «حارس الازدهار»، وهي المهمة البحرية التي انطلقت في كانون الأوّل وتقودها الولايات المتحدة، خوفاً من أن يُساهم الاتحاد في تصعيد الصراع الذي اجتاح الشرق الأوسط. وسمح الاتحاد بمشاركة دول أوروبّية بشكل منفرد، فدخلت اليونان وهولندا والدنمارك فقط ضمن هذه المهمة، ونفّذت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات عدّة على مواقع الحوثيين في اليمن، فيما نأت الدول الأوروبّية الأخرى بنفسها عن الإلتحاق بالعمليات.

لكن مع تزايد الهجمات الحوثية في الأيام القليلة الماضية بعد فترة جمود دامت منذ بدء الضربات الأميركية - البريطانية، ووضوح نيّة طهران الداعمة الوحيدة لجماعة الحوثي بعدم رغبتها وقف التوتّر في البحر الأحمر، خصوصاً مع إبقاء المدمّرة «ألبرز» والسفينة المرافقة «بوشهر»، التي وصلت إلى المنطقة أوائل كانون الثاني الماضي، أثيرت مخاوف الدول الأوروبّية من أن تأخير وصول السفن التجارية وسفن نقل الطاقة والتكاليف الإضافية التي تتطلّبها المسافة الطويلة، قد يكون لها تأثير غير مباشر على الاقتصاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه رغبتها بتشجيع الدول الإقليمية للمساهمة بحماية الملاحة عسكرياً.

MISS 3