زعيم التيبت: بكين مثل ثعبان يعتصر أنفاسنا ببطء!

02 : 00

تسيرينغ متحدّثاً خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس» الإثنين الفائت (أ ف ب)

يستعدّ أهالي التيبت لإحياء ذكرى مرور 65 عاماً على انتفاضة 10 آذار 1959 الفاشلة ضدّ الحكم الصيني التي دفعت بزعيمهم الروحي الدالاي لاما الـ14 تنزين غياتسو وآلاف من أتباعه لعبور طرق مغطاة بالثلوج في الهيمالايا وصولاً إلى الهند المجاورة، بينما تلوح في الأفق اليوم تساؤلات في شأن خليفة الدالاي لاما الحائز جائزة «نوبل للسلام» والبالغ 88 عاماً، حيث يتوقع أن تقوم الصين بتسمية خلف له، الأمر الذي حذّر منه الدالاي لاما.

وفي هذا الصدد، كشف زعيم التيبتيين العلماني بينبا تسيرينغ المُنتخب عام 2021 خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في مكتب الحكومة التيبتية في المنفى في الهند، أن الدالاي لاما «يقول باستمرار أنه سيعيش 113 عاماً»، مستبعداً أي مخاوف على المدى القريب. وقال للصينيين: «أنتم تنتظرون لهذا الدالاي لاما أن يموت، لأنّكم تعلمون أنه إذا استطعتم السيطرة على الدالاي لاما الجديد تستطيعون السيطرة على التيبتيين». وأضاف: «لنرَ ما إذا كان قداسة الدالاي لاما سيعمّر لما بعد الحزب الشيوعي أو ما إذا كان الحزب الشيوعي سيبقى لما بعد الدالاي لاما».

وذكر تسيرينغ أن الدالاي لاما «مدرك دائماً أنه سيموت يوماً»، آملاً في أن يكون «هناك حلّ ما لقضية التيبت خلال حياة الدالاي لاما»، بينما أقرّ بأن مهمّة إيجاد «حل للنزاع الصيني - التيبتي» مع دولة صينية يزداد نفوذها قد تبدو صعبة، مشدّداً على أن «سياسات الحكومة الصينية حاليّاً تضغط علينا مثل ثعبان يعتصر أنفاسنا ببطء، لذا نموت موتاً بطيئاً»، لكنّه رأى أن «لا شيء يدوم للأبد، فقد نشأت أمبراطوريات كثيرة وجميعها سقطت»، وكان جالس أمام علم تيبتي مرفوع على تل فوق بلدة دارامسالا في شمال الهند حيث يُقيم الدالاي لاما أيضاً.

في السياق، يسافر تسيرينغ أحياناً إلى الحدود الهندية الجبلية ليحدق أنظاره نحو الوطن الذي لم يزره «لتلبية حاجاتي العاطفية»، لكنّه لا يسعى لاستقلال تام للتيبت تماشياً مع سياسة الدالاي لاما «الوسطية» الذي يعتقد أن دفع المطالب أكثر من حكم ذاتي سيكون بمثابة انتحار، غير أن الدالاي لاما يرفض أيضاً طلب بكين منه الموافقة علناً أن التيبت كانت تاريخيّاً جزءاً من الصين، ما أدّى إلى تدهور الحوار بين ممثليه والصين منذ 2010.

والتيبت التي تحكمها الصين بقبضة حديدية منذ الخميسينات، كانت دولة مستقلّة لكن بكين تتمسّك بموقفها القديم القائل إنّ «التيبت جزء من الصين». ورغم كلّ ذلك، لفت تسيرينغ المُدافع عن حقوق نحو 7 ملايين تيبتي يعيشون تحت السيطرة الصينية، إلى اتصالات «خلفية» مع بكين، مؤكداً أنها ستستمرّ. واعتبر أنه «إذا غاب الأمل تضيع القضية». وتستضيف الهند القيادة التيبتية منذ عقود وهي بدورها منافس إقليمي للصين. ومن المرجّح أن يؤدّي اختيار خليفة الدالاي لاما إلى صراع جيوسياسي.

MISS 3