بايدن يصف بوتين بـ"إبن زانية مجنون"... والرئيس الروسي يردّ: كلام وقح!

لندن "تفتتح" العقوبات الغربية على موسكو... وصواريخ بيونغ يانغ تقتل الأوكرانيين

02 : 00

خلال مراسم دفن قتلى أوكرانيين في كراماتورسك أمس (أ ف ب)

قبل يومين من الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا، «افتتحت» المملكة المتحدة العقوبات الغربية ضدّ موسكو وفرضت أكثر من 50 عقوبة جديدة عليها أمس تستهدف شركات مصنّعة للذخائر وشركات الإلكترونيات وتجار ماس ونفط، وتهدف إلى «تقليص» ترسانة أسلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولفت وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى أن هذه العقوبات الجديدة «إشارة واضحة إلى أنه بعد عامَين من بدء الغزو، لا تزال المملكة المتحدة وحلفاؤها متّحدين في دعمهم الثابت لأوكرانيا».

وفي هذا الصدد، أكد كاميرون أن «الضغط الاقتصادي الدولي الذي نُمارسه يعني أن روسيا لا يُمكنها أن تتحمّل هذا الغزو غير القانوني»، مشدّداً على أنه «معاً لن نستسلم في وجه الطغيان وسنواصل دعم أوكرانيا طالما لزم الأمر»، فيما ذكرت لندن أنها تُحضّر إجراءات أخرى ضدّ موسكو من أجل محاربة «الأسطول الشبح» من سفن النفط ذات الملكية الغامضة أو التي تفتقر إلى التأمين المناسب والتي تسمح لروسيا بالتحايل على العقوبات.

إلى ذلك، اتهمت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية روسيا باستخدام أكثر من 20 صاروخاً باليستياً كورياً شمالياً من طراز «هواسونغ 11» في عدة هجمات على أهداف مدنية في أوكرانيا خلّفت 24 قتيلاً على الأقلّ وأكثر من 100 جريح، مشيرةً إلى أنها تجري تحقيقات شاملة تشمل «الطرق اللوجستية المستخدمة لتوريد الأسلحة». واستُخدمت الصواريخ خلال هجوم في أواخر كانون الأوّل على منطقة زابوريجيا، وفي هجوم آخر على العاصمة كييف في الشهر التالي. كما أُطلقت هذه الصواريخ على منطقتَي دونيتسك وخاركيف.

ميدانيّاً، أعلنت روسيا تحقيق مكاسب ميدانية جديدة في مواجهة الجيش الأوكراني، حيث أفادت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قرية بوبيدا الصغيرة الواقعة قرب بلدة ماريينكا المحتلّة على مسافة 5 كيلومترات غرب مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، مشيرةً إلى أن الجيش الروسي حسّن مواقعه في المنطقة نفسها حول قريتَي نوفوميخييليفكا وكراسنوغوريفكا الواقعتين قرب ماريينكا.

في المقابل، أكد قائد القوات الأوكرانية في المنطقة أولكسندر تارنافسكي أن قواه تواصل «صدّ العدو في مناطق غورغييفكا وبوبيدا ونوفوميخييليفكا» في ماريينكا. وأعلن الجيش الأوكراني أمس أنه «قتل أو أصاب بجروح خطرة» نحو 60 جندياً روسياً بضربة الأربعاء على موقع تدريب في الجزء المحتلّ من منطقة خيرسون الجنوبية.

تزامناً، قام بوتين برحلة مدّتها 30 دقيقة على متن قاذفة استراتيجية فرط صوتية من طراز «توبوليف تي يو 160 أم» تابعة لقوات الردع النووي الروسية. وأفادت وكالات أنباء روسية أنّ الطائرة أقلعت من مدرج مصنع طائرات في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الروسية. وتعتبر «توبوليف تي يو 160 أم» قاذفة ثقيلة قادرة على تنفيذ ضربات نووية وتقليدية على مسافات طويلة.

في الأثناء، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أن القوات الروسية ربّما تحتاج الوصول إلى العاصمة الأوكرانية كييف لتحقيق أهداف الحرب، مشيراً إلى أن الروس والأوكرانيين أمّة واحدة والحكومة الأوكرانية «يجب أن تسقط». وجدّد موقفه أن التهديد باستخدام الأسلحة النووية حقيقي، متسائلاً: «إذا كان الأمر يتعلّق بوجود بلدنا وقد قلت هذا أخيراً، فما هو الخيار المتبقي للقيادة ولرئيس الدولة؟ لا شيء».

أمميّاً، لفت مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا تسبّبت بخسائر «بشرية مروّعة» وبمعاناة كبيرة لملايين المدنيين، مجدّداً دعوته موسكو إلى وقف الحرب فوراً. ودعا إلى تحقيقات مستقلّة وشاملة في كلّ انتهاكات حقوق الإنسان التي تخلّلت النزاع، مشيراً إلى أن «الأوكرانيين سيشعرون على مدى أجيال بالتأثير بعيد الأمد لهذه الحرب».

وفي تصريح لافت، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن بوتين بأنه «ابن زانية مجنون» خلال حفل لجمع التبرّعات في كاليفورنيا، حيث قال بايدن: «لدينا ابن زانية مجنون مثل هذا الرجل بوتين وآخرين غيره، حيث علينا دائماً أن نخشى من اندلاع نزاع نووي»، بينما سخر بوتين من كلام بايدن «الوقح»، لافتاً إلى أنه توقع هذا الردّ من الرئيس الأميركي بعدما اعتبره أفضل لروسيا من الرئيس السابق دونالد ترامب.

أما بالنسبة إلى الوفاة الغامضة للمُعارض الروسي الأبرز للكرملين أليكسي نافالني داخل سجن في القطب الشمالي الأسبوع الماضي، فقد أعلنت والدته ليودميلا نافالنايا في مقطع فيديو نشره أنصار لابنها أن مسؤولين روساً يضغطون عليها لإجراء دفن «سرّي» لابنها الذي توفي في السجن. وقالت: «إنهم يبتزونني ويضعون شروطاً في شأن مكان وزمان وكيفية دفن أليكسي، لأنّهم يُريدون أن يجري ذلك سرّاً، وهذا غير قانوني»، بينما كشف بايدن أن الولايات المتحدة ستُعلن اليوم حزمة عقوبات صارمة جديدة ضدّ روسيا بسبب وفاة نافالني.

MISS 3