عظمة قديمة... أول دليل على استعمال نبتة البنج الأسود لغايات علاجية

02 : 00

قد تكون عظمة قديمة من آلاف السنين أول دليل قوي على نزعة البشر في أوروبا إلى جمع وتخزين دواء فاعل وخطير. تبيّن أن تلك العظمة تحتوي على عدد كبير من بذور نبتة البنج الأسود. يفترض ثلاثة باحثين من ألمانيا وهولندا أن تلك المادة النباتية تم حفظها لغرض معيّن.



يُعتبر استعمال نبتة البنج الأسود الشائعة في أنحاء أوروبا خطيراً، ولو بجرعات صغيرة، فهي تحتوي على سموم الهيوسيامين والسكوبولامين، وقد تُسبب أعراضاً مثل تسارع ضربات القلب، وتشنجات، وغيبوبة، وحتى الوفاة، عند استهلاكها.

لكن عند استعمالها بحذر، قد تنتج النبتة بعض الهلوسات أو يمكن استعمالها كدواء. وُجدت نبتة البنج الأسود في مستشفى تابع لقلعة رومانية في مدينة «نويس» خلال القرن الأول بعد الميلاد، وبين أغراض عرّافة في مقبرتها في «جوتلاند»، في العام 980 بعد الميلاد. كذلك، يبدو أن النبتة تظهر في مواقع أثرية أخرى في محيط هولندا، إلى جانب نبتات علاجية مختلفة في معظم الأوقات. لكن نادراً ما يمكن ربطها باستعمالات بشرية.

وُجِدت العظمة الجديدة كجزءٍ من مجموعة أثرية في المنطقة الريفية «هوتن كاستيلوم» التي ازدهرت منذ 2600 سنة وحتى نهاية القرن الثاني بعد الميلاد، بالقرب من مدينة «أوتريخت» المعاصرة في هولندا.

ضرب خبير علم آثار الحيوان مارتن فان هاسترن من وكالة التراث الثقافي في هولندا تلك العظمة أثناء تنظيفها وفتحها عن طريق الخطأ، فسُكِبت منها بذور سوداء صغيرة في كل مكان.

تلاشى ثلثا البذور حتى تلك المرحلة، لكن كشف التحليل أن 382 بذرة تنتمي إلى نبتة البنج الأسود. أكثر ما يثير الاهتمام هو نعومة العظمة ولمعانها في المنتصف، ما قد يشير إلى استعمالها المتكرر.

يظن بعض العلماء أن نبتة البنج الأسود كانت عنصراً أساسياً لكبح مشاعر الخوف، لكن يصعب أن نتصور حاجة أي جماعة زراعية إلى هذه الممارسة طوال الوقت.

لهذا السبب، يفترض آخرون أن تلك البذور حملت خصائص دوائية لمعالجة السعال والزكام، وألم الأسنان والرحم، وداء النقرس، والتهاب الأوتار، وانتفاخ البطن، وجفاف البشرة، وألم الأذن، استناداً إلى بعض المصادر التاريخية الرومانية. لكن لا بد من استعمالها بالشكل المناسب لتجنب آثارها المعاكسة.

MISS 3