الفضاء يهدّد بيئة الأمعاء البشرية الميكروبية

02 : 00

يحلم البشر بالتوجه إلى الفضاء منذ أكثر من قرن، وقد اقترب ذلك الحلم من التحقق في العقود الأخيرة بفضل تطور صناعة الفضاء التجارية، وتجدّد الاهتمام باستشكاف الفضاء، وظهور خطط طويلة الأمد لإقامة بيئات بشرية في المدار الأرضي المنخفض، على سطح القمر، والمريخ.



 انطلاقاً من التطور المستمر، من الواضح أن استكشاف الفضاء لن يقتصر على رواد الفضاء والوكالات الفضائية الحكومية خلال المراحل المقبلة. لكن قبل أن تبدأ هذه «الهجرة الواسعة»، تتعدد الأسئلة العالقة، لا سيما تلك المتعلقة بتأثير التعرّض المطوّل للجاذبية الصغرى والأشعة الفضائية على صحة البشر.

حلل العلماء في دراسة جديدة جانباً يغفل عنه الكثيرون من صحة البشر: البيئة الميكروبية. كيف تؤثر تمضية الوقت في الفضاء على جراثيم الأمعاء التي تُعتبر أساسية لحماية صحتنا؟

اعتبر العلماء محطة الفضاء الدولية المساحة المثالية لاختبار طريقة تجاوب البيئة الميكروبية البشرية مع إشعاعات الفضاء والجاذبية الصغرى. هم تطرقوا أيضاً إلى قلة الأبحاث عن هذا الموضوع وعدم فهم تأثير الأشعة على البيئات الميكروبية والجراثيم البيئية على المدى الطويل.

يبدو أن تفاقم مشكلة مقاومة المضادات الحيوية قد يطرح تهديداً على حياة رواد الفضاء المعرّضين أصلاً للإصابات والتقاط العدوى خلال مهامهم الطويلة. كذلك، قد يضعف جهاز المناعة بسبب رحلات الفضاء والتعرض المطوّل للجاذبية الصغرى، ما يؤدي إلى تراجع المقاومة الطبيعية للميكروبات لدى رواد الفضاء، لا سيما من يحملون مستويات مرتفعة من المقاومة تجاه الإشعاعات، والحرارة، والأشعة فوق البنفسجية، والجفاف، ما يعني أنهم قد يصمدون في البيئة الفضائية.

لهذا السبب، يشدد الباحثون على أهمية إجراء دراسات أخرى لقياس قدرة الكائنات الدقيقة على التكيّف مع محيطها قبل إطلاق المهام الفضائية. قد يكون هذا العامل أساسياً لتحديد المخاطر المحتملة، وتطوير استراتيجيات لتخفيف الآثار الضارة، وابتكار علاجات ومقاربات جديدة. كذلك، يوصي العلماء رواد الفضاء بالخضوع لاختبارات وراثية خلوية لقياس استجابتهم التكيفية، ثم اختيار الأكثر قدرة على التأقلم مع جرعات منخفضة من الأشعة للمشاركة في البعثات الفضائية التي تُعرّضهم لجرعات إشعاعية مرتفعة.

MISS 3