شربل داغر

أهناك فيلم عربي؟

20 تموز 2020

02 : 00

إهتممتُ قبل ثلاث سنوات بالسينما، وطلبتُ قراءة كتبٍ وبحوث عنها، عن صلتها بالرواية، بالجمالية، والثقافة عموماً.

لم أجد مرادي مثلما كنت أطلب...

المهم أنني توصلت إلى الانتباه إلى أن السينما باتت في العالم، على الأقل منذ الستينات، المدرسة الجماهيرية الأولى.

مدرسة تصل إلى بيتنا، مع التلفزيون، ومن دون معلم.

صفوف مريحة، لها ظاهرُ متعةٍ، وباطنُ ثقافةٍ.

والأدهش في حالتنا معها، هو أنها تنبسط أمامنا مثل نافذة مفتوحة على حياتنا، فيما هي تستند، في صنعها، إلى مئات العاملين والعاملات.

مدرسة ذات برامج متنوعة، لا تبعث في الغالب على الضجر.

دروسٌ نكرجُ فيها أطفالاً و"أبطالاً" وعاشقِين وحُكاماً عتاة من دون كلفة...

فيما تُربّينا، وتُربّي ذائقتنا وطريقتنا في النظر، في الحُكم وفي المتعة.

لكنها قد تستحيل إلى مدرسة كريهة كما في أيامنا العربية الحالية، إذ باتت تنقل إلينا عكسَ ما نراه في حياتنا: صورة مختلَقة، مشوهة، عما نعيش.

كما لو أننا "نقتل" السينما بأيدينا. كما لو أننا نريد إنكارَ ما لها ان تكون في حياتنا: نكرهُها، نُحَجِّبها، طالبِين إشغالها بما لا يناسبها، وعاملِين على تعطيلها، وعلى إبطالها. كيف لا، ولم تعد السينما فسحةً للجميل والمدهش والممتع والمرِح والمعتم والمقيت، أي لعواطفنا وانفعالاتنا في أعلى تجلياتها الفردية والاجتماعية:

لا ممثلة شهية ومشتهاة. الملابس مهملة، والديكورات من أردأ أنواع المواد. والمناظر الجميلة للدُور والبيوت والمراعي كما لو أنها اختفت، ولم تعد موجودة...

فيما نتوقع النهاية، وهوية القاتل، منذ بداية الفيلم.

سينما عربية خارج العناية الثقافية بها من قبل المثقفين انفسهم.

سينما من دون تاريخ، إلا في ما ندر. من دون أن تندرج في تاريخ ثقافي... سينما طارئة، دخيلة، منسية على عجل، جاهزة للإخفاء والاختفاء.

لم يبقَ لنا غير أن نُغمض عيوننا لكي نرى.

ان نُغمضَها، ونتخيلَ ما نشتهي وما يُبهجنا.

سؤال ختامي: هل تتذكر متى اتجهتَ لآخر مرة إلى الشاشة الكبيرة؟

هل تتذكر متى تفرجت على فيلم عربي في الشاشة الصغيرة؟


MISS 3