حادث في الفضاء قد يلوّث سطح القمر ببطيئات المشية

02 : 00

منذ خمس سنوات، في 22 شباط 2019، وُضِع المسبار الفضائي غير المأهول «بريشيت» في مدار القمر، وكان يهدف للتحول إلى أول مركبة فضائية خاصة تقوم بهبوط سهل. كانت بطيئات المشية جزءاً من حمولة المسبار، وهي معروفة بقدرتها على الصمود في أقسى المناخات.


لكن تعثّرت تلك المهمّة منذ البداية، فتعطّلت الكاميرات المُصمّمة لتحديد وجهة المركبة الفضائية والسيطرة على محركاتها بالشكل المناسب. كان تصميمها بسيطاً بسبب الميزانية المحدودة. تمكّن مركز القيادة من تجاوز بعض المشاكل، لكن زاد الوضع تعقيداً في يوم الهبوط، في 11 نيسان.


كانت المركبة تتحرك بسرعة فائقة أثناء توجّهها إلى القمر، وكان يُفترض أن تبطئ سرعتها كي تهبط بسهولة. لكن تعطّل جهاز الجيروسكوب عند محاولة تخفيف السرعة، ما أدى إلى إعاقة عمل المحرك الأولي.

على علو 150 متراً، تابعت المركبة التحرك بسرعة 500 كيلومتر في الساعة، وهي وتيرة أسرع من أن تتوقف في الوقت المناسب. كان الاصطدام عنيفاً، فتحطمت المركبة وتناثرت بقاياها على مسافة مئة متر.

لكن ما هو مصير بطيئات المشية التي كانت على متن المسبار؟ ونظراً إلى قدرتها على الصمود في الظروف التي تقضي على معظم الحيوانات الأخرى، هل يمكنها أن تلوّث القمر، فتتكاثر وتستعمره في نهاية المطاف؟

بطيئات المشية هي حيوانات مجهرية طولها أقل من ميليمتر واحد. يحمل معظمها عينَين، وخلايا عصبية، وفماً ينفتح في نهاية خرطوم قابل للسحب، وأمعاءً تحتوي على بيئة ميكروبية، وأربعة أزواج من الأرجل غير المفصلية التي تنتهي على شكل مخالب.

يفترض الباحثون أن بطيئات المشية نجت من الاصطدام، ويمكنها أن تقاوم الجزيئات الشمسية والأشعة الكونية التي يتعرض لها سطح القمر، لا سيما أشعة «غاما».

لكن لا تستطيع هذه الكائنات أن تتحمّل غياب المياه السائلة والأوكسجين والطحالب الدقيقة، وهي تعجز عن إعادة تنشيط نفسها أو حتى التكاثر في تلك البيئة، ما يعني أن استعمارها للقمر مستحيل.

مع ذلك، لا تزال عيّنات غير ناشطة منها موجودة في تربة القمر ويطرح وجودها بعض الأسئلة الأخلاقية الشائكة. في زمنٍ أصبح فيه استكشاف الفضاء متاحاً في جميع الاتجاهات، قد يعني تلويث كواكب أخرى أن نخسر فرصة العثور على مظاهر الحياة خارج الأرض.


MISS 3