ستيفاني غصيبه

"المهرجان اللبناني للكتاب" في يومه السادس... إيلي سالم يُوقّع مذكّراته

6 آذار 2024

02 : 05

قطع قالب الحلوى بمناسبة عيد إيلي سالم الـ94 (تصوير رمزي الحاج)

نظّمت «الحركة الثقافية» في انطلياس في اليوم السادس من فعاليات «المهرجان اللبناني للكتاب» في دورته الحادية والأربعين، جلستين، الأولى لمناقشة مذكّرات نائب رئيس مجلس الوزراء السابق إيلي سالم، والثانية لتكريم الأديب الدكتور ربيعة أبي فاضل.



على مدى قرن تقريباً، التقى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور إيلي سالم عدداً من الشخصيات العربيّة والعالميّة، أبرزهم شارل دو غول وشارل مالك وجون فوستر دالاس وجمال عبد الناصر ورونالد ريغان وجورج بوش ومارغريت ثاتشر، إضافة الى بعض الرؤساء والملوك. وخصصت الجلسة الأولى لمناقشة مذكرات سالم الواردة في كتابه A Dialogue with Lebanon الصادر عن دار «سائر المشرق». وبعد النشيد الوطني، غنّى الحضور لسالم احتفالاً بعيد ميلاده الـ94. وشارك في الجلسة كلّ من أنطوان سعد والدكتور نسيم الخوري اللذين عرضا أبرز محطات حياة سالم، لا سيّما في الحقبة الحافلة سياسياً من حياته، أي من سنة 1982 إلى 1988، مروراً بالتفاصيل السرية التي يحتفظ بها نائب الرئيس عن اتّفاق الطائف والفترة التي سبقته.

وأشاد الخوري الذي التقى سالم للمرّة الأولى عند عودته من باريس سنة 1984 بحسّه الفكاهي، إلى جانب استقامة رأيه. أمّا سعد، فأعلن أنّ «إيلي سالم هو لبنان الجديد».

ولسالم رؤية خاصة بلبنان، جسّدها، بحسب قوله، في مسيرته السياسية وخلال ترؤسه جامعة «البلمند». وقال: «أنا هنا كمواطن لبناني، لنناقش سوياً كيف لنا أن نخرج من هذه المرحلة الأسوأ في تاريخ بلدنا»، مضيفاً: «الخطأ الأكبر الذي اقترفناه هو اتّكالنا على الخارج. سُلّمنا بلداً ولم نأخذه بجدية. لا يمكن بناء دولة والتمركز على المتراس في نفس الوقت. أخشى أن اشاهد التلفاز كي لا أرى لبنان منتظراً لجنة خماسية تختار رئيساً له»، معتبراً أنّ «مشكلتنا الأكبر تكمن في الهوية والولاء غير الواضحين. فلبنان لا ينعت إلا بذاته، وهو قوي لأن فكره قوي». تلا خطابه مداخلات وأسئلة من الجمهور، أبرزها من الدكتور عصام خليفة والكاتب بالعدل جوزيف بشارة والدكتور أمين إلياس والدكتور ميشال سماحة.



In Dialogue with Lebanon لإيلي سالم



...وربيعة أبي فاضل مكرّماً: أعيش بفضل الصلاة والكتابة

في الجسلة الثانية كُرّم د. ربيعة أبي فاضل لابداعه الفكري والثقافي، بمشاركة كوكبة من أعلام الثقافة بمختلف المجالات الدينية والسياسية والثقافية، حيث اعتلى بعضهم المنبر مشيدين بمهارة الأديب والأستاذ والشاعر والمفكر والإنسان. وفيما قادت الجلسة الدكتورة اسمهان عبد الياس برفقة الدكتور سليمان بختي وجورج شبلي الذي توجّه إلى المكرّم قائلاً: «يا صديقي المتميز بصفاء الروح والوطنية»، ركّزت المداخلات إجمالاً على بعض مؤلّفات أبي فاضل الستين. وجاء في إحدى المداخلات: «أنا لم أقرأ كتابك، بل صليت فيه».

وافتتح أبي فاضل كلمته بإرسال قبلة إلى جبين كل الموجودين، مشيراً إلى أنّه لم يشأ أن يكون «جذعاً يابساً في هذا العالم البارد»، مشدداً على أنّه «لن يتخلى عن القلم العاشق ما دام فيه نبض».

ورأى أبي فاضل في حديث لـ»نداء الوطن» أنّ «لبنان وشعبه معلّقان على الصليب. فهو ليس بلد يمتلك تاريخاً عاديّاً، بل يختلف عن سائر البلدان المحيطة به وحتّى عن سائر بلدان العالم. يعيش «وحدته» في الواقع مع تناقضاته ومآسيه لذلك، أقول: نحن نقاوم بالكلمة والثقافة ونحاول أن ننوّر هذا التاريخ المغلق والباطني لكي يتمكّن من التكيّف والتعايش مع الحضارة والثقافة. إلّا أنّ الأمل ضعيف بحسب نظريتي، وسيبقى هذا البلد في عمليّة موت وقيامة مدى عمره».

أمّا عن تكريمه، فقال: «لن يضيف شيئاً الى حياتي، لأنّني واع من الأساس على جوهر الحياة ومن أين تأخذ معناها، أي من العمق الروحي بعيداً عن المادّة والمظاهر».



كلمة الدكتور ربيعة أبي فاضل (تصوير رمزي الحاج)




خلال الجلسة ما قبل التكريم (تصوير رمزي الحاج)



وتابع: «بالنسبة إليّ، لا أعيش بفضل الخبز فحسب. إنّما بفضل الصلاة والإيمان أوّلاً، والفنّ والكتابة ثانياً. تعطي هذه الأشياء معنى لحياتي، لأنّني أعتقد أنّه حين قال المسيح: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»، كان جدّيّاً. إذا كنّا نريد العيش تحت شعار العصر العبّاسي وهو شعار يتّبعه 99% من الأشخاص: «المال ثمّ المال ثمّ المال وكلّ ما عداه محال». ماتت القيم اليوم. أصبحنا في عصر الذكاء الإصطناعي والتنافس على أرض لبنان وعلى الفساد والمتاجرة بالتقاليد والقيم، وهذا مرعـــــــــب فعلاً. فأنا أعيش حياتي إذا صحّ التعبير، مع الكلمة التي مكّنتني من كتابة 65 كتاباً والتعليم في الجامعات، والكتابة في جريدة «النهار» لمدّة 15 عاماً، وفي «الحوادث» لمدّة 12 عاماً. كلّ هذا الجهد، يصب في ما قلته أمام طلّاب معاهد لبنان كلّها، في محاولة لتنويرهم: كلّ النشاطات التي قمت بها وإيماني وحماسي، لم أستمدّها من المهنة لأنّني لم أمتهن التعليم أو الصحافة إنّما «الرسالة».




تسليم الدرع التكريمية لأبي فاضل (تصوير رمزي الحاج)




واختتمت فعاليات الأمس بتسليم أبي فاضل شعار الحركة الثقافية من أمينها العام جورج أبي صالح.

MISS 3