"الجنائية الدولية" تُصدر مذكّرتَي توقيف بحقّ ضابطَين روسيَّين

كييف تُدمّر "سيرغي كوتوف" في البحر الأسود... وماكرون يُحفّز على الشجاعة!

02 : 00

خلال مراسم جنازة إحدى ضحايا القصف الروسي في أوديسا أمس (أ ف ب)

على عكس «نكساتها» الميدانية البرّية المحدودة، خصوصاً في شرق البلاد، استطاعت كييف تحقيق نجاحات عسكرية هائلة في البحر الأسود في مواجهة الأسطول الروسي الضخم. وفي آخر «الصفعات» الأوكرانية للبحرية الروسية، دمّرت كييف السفينة «سيرغي كوتوف» قرب شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014، فضلاً عن ضربها مستودعاً للنفط في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا.

وذكرت القوات البحرية الأوكرانية أنها تعاونت مع الاستخبارات العسكرية في هذا الهجوم الذي شُنّ بمسيّرات بحريّة وأسفر عن تدمير «أحدث سفينة دورية» للأسطول الروسي، مشيرةً إلى أن الهجوم حصل في «المياه الإقليمية الأوكرانية» على مقربة من شبه جزيرة القرم. وأكدت كييف أنها كانت قد هاجمت السفينة الروسية في أيلول.

وفي هذا الصدد، أوضح المتحدّث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندري يوسوف أن السفينة كانت قد أُصيبت في الهجوم الماضي لكنّها «دُمّرت بشكل مؤكد هذه المرّة» في هجوم ليل الإثنين - الثلثاء. ونشرت الاستخبارات العسكرية مقطع فيديو بالأبيض والأسود يُظهر مسيّرة بحرية وهي تقترب من السفينة الروسية البالغ طولها 94 متراً، قبل أن يُدوّي انفجار تسبّب بكرة لهب كبيرة، ويتصاعد الدخان وتتطاير شظايا على ارتفاع عالٍ.

وكشفت الاستخبارات العسكرية أن مسيّراتها ضربت السفينة قرب مضيق كيرتش، متسبّبةً بـ»أضرار في مؤخرة السفينة والجانبَين الأيمن والأيسر»، فيما كان سلاح الجو الأوكراني قد أسقط 18 من 22 مسيّرة هجومية أطلقتها روسيا فوق مدينة أوديسا المُطلّة على البحر الأسود.

وكان لافتاً بالأمس إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرتَي توقيف بحقّ الضابط برتبة فريق في الجيش الروسي سيرغي كوبيلاتش والأميرال في البحرية الروسية فيكتور سوكولوف بتُهمة ارتكاب «جرائم حرب» في أوكرانيا. ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقرار، معتبراً أنّ «أي قائد روسي يأمر بشنّ ضربات ضدّ المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية الحيوية يجب أن يعلم أن العدالة ستتحقّق».

وفي تحفيز منه للدول الغربية للتحلّي بالشجاعة المطلوبة لمواجهة التحدّيات الجيوسياسية المطروحة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من براغ حلفاء أوكرانيا إلى «ألّا يكونوا جبناء» في مواجهة روسيا «التي لم يعُد بالإمكان وقفها»، مؤكداً «تمسّكه الكامل» بـ»التحوّل الاستراتيجي الذي دعوت إليه»، أي تصريحاته المتعلّقة بإمكانية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.

وإذ رأى أن «الوضوح» في تصريحاته «هو ما كانت تحتاج إليه أوروبا»، اعتبر ماكرون أنّه «إذا شرحنا يوميّاً ما هي حدودنا» في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي «لا يقف عند أي حدّ والذي شنّ هذه الحرب، يُمكنني أن أبلغكم بالفعل بأنّ روح الهزيمة تكمن هنا». ووافقه الرأي الرئيس التشيكي بيتر بافل الذي قال: «أؤيّد البحث عن خيارات جديدة، بما في ذلك النقاش حول التواجد المحتمل في أوكرانيا».

توازياً، يجتمع وزيرا الخارجية والجيوش الفرنسيّان مع نظرائهما في دول أخرى حليفة، مع أوكرانيا عبر الفيديو الخميس، بعد 10 أيام من انعقاد مؤتمر في باريس لحشد الدعم العسكري لكييف، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية فرنسية وكالة «فرانس برس».

في الأثناء، أقلعت مقاتلة روسية لاعتراض 3 طائرات حربية فرنسية كانت تقترب من حدودها فوق البحر الأسود، بحسب وزارة الدفاع الروسية، في حادثة ليست نادرة لكنّها تأتي وسط توترات مع باريس.

في غضون ذلك، اقترحت المفوضية الأوروبّية تعزيز صناعات الدفاع في الاتحاد الأوروبي بشكل كبير في مواجهة التهديد الروسي، ومن أجل تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في إنتاج الأسلحة، مشيرةً إلى أنّها تُريد توفير 50 في المئة من المعدّات العسكرية التي تطلبها الدول الأعضاء من الصناعة الأوروبّية بحلول 2030. وستكون لاستراتيجية الدفاع الأوروبّية الجديدة موازنة أساسية قدرها 1.5 مليار يورو.

من جهة أخرى، كشف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن «خطأً فرديّاً» أدّى إلى تسريب التسجيل الصوتي لمناقشات ضبّاط ألمان حول الوضع في أوكرانيا، على شبكات تواصل اجتماعي روسية. وقال: «حصل خطأ جسيم هنا، وما كان ينبغي أن يحدث»، مؤكداً أن النتائج الأولية للتحقيق أظهرت أن «أنظمة الاتصالات التابعة للجيش الألماني لم ولن تتعرّض للخطر».

إلى ذلك، أصدر الرئيس المجري الجديد تاماش سوليوك قانوناً حول انضمام السويد إلى حلف «الناتو»، وهو «أوّل قرار» في ولايته، بحسب الرئاسة.

MISS 3