جنى جبّور

شهر الفرنكوفونية ينطلق في لبنان

سابين سكورتينو: أربعون حدثاً ثقافياً في كلّ المناطق

7 آذار 2024

02 : 04

في آذار من كل عام تجمع اللغة الفرنسية نحو مليون امرأة ورجل من جميع أنحاء العالم، للاحتفال بها. وفي لبنان أيضاً، لهذا الحدث سحره الخاص إذ يجذب اليه الفرنكوفونيين سنوياً للاستمتاع بالبرنامج الزاخر الذي ينظمه «المركز الفرنسي في لبنان» والمؤلف من أكثر من أربعين حدثاً من حفلات موسيقية ومعارض ومسابقات وورش عمل للأطفال... في كل المناطق اللبنانية. وفي نسخة 2024، «الكائنات الحية» هي موضوع الحدث، لتسليط الضوء على أبرز التحديات المرتبطة بالمسائل البيئية، بحسب ما كشفته مديرة «المركز الفرنسي في لبنان» سابين سكورتينو في حديثها لـ»نداء الوطن».



ما أهمية الاحتفال بالفرنكوفونية في لبنان؟

تحتل الفرنكوفونية مكانة خاصة في لبنان ترتبط طبعاً بتاريخ البلد ودور اللغة الفرنسية في نظام التعليم. إنها فرنكوفونية حيّة ومتنوعة، وهي جزء راسخ من التعددية اللغوية والتواصل الدائم مع لغات أخرى، أبرزها العربية والإنكليزية.

ثمة رونق خاص لشهر آذار في مركزكم. ما الذي يميز نشاطكم هذه السنة؟

أنا أقول دوماً إننا نحتفل بالفرنكوفونية وقِيَمها على مر السنة في «المركز الفرنسي في لبنان»، لأنها جزء من مهامنا الأساسية. وصحيح، أنّ شهر آذار يحمل معنىً خاصاً بالنسبة إلينا. إنها فترة احتفالية، تجمع بين 321 مليون امرأة ورجل من جميع أنحاء العالم بسبب القاسم المشترك الذي يجمعهم: اللغة الفرنسية.

في هذه النسخة الجديدة من شهر الفرنكوفونية، يسرّنا أن نكثّف تعاوننا مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي فتحت مكتبها الإقليمي في بيروت، في أواخر العام 2022. بدأت التحضيرات لتنظيم القمة التاسعة عشرة للفرنكوفونية بالتعاون مع هذه المنظمة، على أن تُقام في 4 و5 تشرين الأول، في مدينة «فيلير-كوتريه» الفرنسية، تحت عنوان «الإبداع والابتكار والتنفيذ باللغة الفرنسية»، ونأمل أن تساعدنا هذه المبادرة على مد الجسور مع لبنان.

«الكائنات الحية»، موضوع نسخة 2024. ما سبب اختياره؟

أردنا في المقام الأول أن نسلّط الضوء على أبرز التحديات المرتبطة بالمسائل البيئية. نعرف جميعاً أن كوكبنا أصبح في وضع سيئ، وتتّضح عواقب الاختلالات المناخية المتزايدة يومياً مع مرور الوقت. أردنا إذاً أن نتساءل عن مكانة الإنسان ومسؤوليته في مجال الحفاظ على العالم الحيّ. لكننا أردنا أيضاً أن نشدد على أهمية المبادرات الإيجابية التي يطلقها كل من يبحث عن حلول حقيقية لعالم الغد ويجدها.

ما هي الفعاليات الثقافية المنظمة حول البيئة؟

يمكنكم أن تشاركوا في سلسلة من الفعاليات الثقافية المتعلقة بهذا الموضوع في 20 و21 آذار، في «المركز الفرنسي في لبنان»: العرض الأول لفيلم Le Règne animal (حكم الحيوان) (باللغة الفرنسية مع ترجمة عربية)، وهو من إخراج توماس كايي ومن بطولة رومان دوري ويول كيرشر، وقد نال عدداً من جوائز «سيزار» في العام 2024؛ افتتاح معرضَين: «لبنان، كنز التنوع البيولوجي»، و»عالم بلا نهاية» المقتبس من القصة المصورة الشهيرة لجان مارك يانكوفيتشي وكريستوف بلان وعرض للصغار بعنوان «جيولوجيا الحكاية» من توقيع «مجموعة كهربا»، ويجمع بين سرد القصص والرقص للأولاد بدءاً من عمر السادسة.

على صعيد آخر، يعكس اختيار موضوع «الكائنات الحية» رغبة عامة في تقدير الطاقات والمواهب الموجودة في لبنان، فضلاً عن مظاهر الإبداع والحيوية الاستثنائية التي تُميّز شعبه، لا سيما فئة الشباب والمدارس التي تُعلّم مواطني الغد وتُحضّرهم للمستقبل.



هل واجهتهم أية صعوبات في مرحلة التحضير نظراً إلى الوضع الأمني في البلد؟

يواجه لبنان منذ أكثر من أربع سنوات أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، وهي تزعزع الأسس التي بُنِي عليها البلد منذ التسعينات. وبسبب هجوم «7 تشرين الأول» والحرب المستمرة راهناً في غزة، تُضاف إلى تلك المشاكل أزمة إقليمية بالغة الخطورة، وهي تطرح تهديداً حقيقياً على أمن لبنان واستقراره. في ظل هذه الظروف المضطربة، أعتبر التزام المركز الفرنسي بدعم اللبنانيين واللبنانيات عاملاً مهماً أكثر من أي وقت مضى، لأن الثقافة ليست ميزة ثانوية بل تزداد أهميتها في زمن الأزمات. احتجنا طبعاً إلى إحداث بعض التعديلات المرتبطة بالوضع الأمني، لكننا نريد أن نتابع استعمال برامجنـا الغنية والمتنوعة والمجانية بالكامل لمنح جميع الناس مساحة للتنفس والهـرب من الواقع، وإنشاء أماكن التقاء، وتعزيز الروابط الاجتماعية.



ماذا عن تفاصيل برنامج هذه السنة؟


يشمل البرنامج الذي انطلق منذ بداية الجاري ويستمر حتّى نهايته، حوالى أربعين حدثاً، منها عروض فنية، وحفلات توقيع الكتب، وورش عمل للأولاد، وعروض أفلام، وحفلات موسيقية، وحصص لتعليم الألعاب اللوحية، ومعارض ومسابقات فرنكوفونية. لن تُقام هذه المشاريع في بيروت فحسب، بل في كل أنحاء المناطق اللبنانية بفضل فروع «المركز الفرنسي» في جونيه، طرابلس، صيدا، دير القمر، زحلة وبعلبك.


ولمعرفة تفاصيل البرنامج، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بـ»المركز الفرنسي في لبنان» (https://institutfrancais-liban.com)، أو من خلال صفحاتنا على «فيسبوك»، أو «إكس»، أو «إنستغرام». كما يمكنكم أن تتسجلوا في نشرتنا الإخبارية أيضاً للحصول على كل جديد.






برنامج المهرجان في بيروت






MISS 3