ستيفاني غصيبه

مهرجان الكتاب في يومه الثامن.. تركيزٌ على الدولة ومؤسساتها

8 آذار 2024

02 : 00

من اليمين: علي فاعور وروي نقاش وزياد الصايغ
كرّس «مهرجان الكتاب» في مقرّ «الحركة الثقافية» في أنطلياس في يومه الثامن، جلسة أولى للتطرق إلى تحديات اللجوء والنزوح، وثانية لتكريم الأستاذة لمياء مبيّض بساط وسط حضور ديني وسياسي وثقافي. وتخلّل يوم أمس أيضاً باقة من التواقيع لكلّ من الدكتور جورج زكي الحاج لمجموعة من كتبه ودواوينه، والشاعرة لجين الشمندي لكتابها «من أعالي الواقع»، وفرنســوا لوكيليـــــــي لكتابـــــــه La Villa Rose: Une amitie armenienne au Liban، ومنى محمد محي الدين لكتابها «كلمات تعبر المجرات»، والسفير روبير نعوم لكتابه «أضواء في ظلمة العمل الدبلوماسي»، وندى أنسي الحاج لكتابها «خطوات من ريش»، والدكتور كارلوس نفاع لكتابه «بين الدمج والعودة».

افتتح المحامي روي نقاش الندوة الأولى التي حملت عنوان «لبنان بين النزوح واللجوء، المخاطر الكيانية والسياسات الوقائية»، واصفاً الموضوع بـ «الشائك والمصيري». وأشاد بموضوعية المحاضرين، زياد الصايغ والدكتور علي فاعور، مقدماً نبذة عن تاريخ اللجوء السوري والفلسطيني في لبنان، مع تعريف لأبرز المفاهيم التي تمّ طرحها في الندوة، عارضاً أرقاماً تشير إلى أعداد اللاجئين والنازحين، خصوصاً بعد هجوم «7 أكتوبر».

بدوره، فنّد د. علي فاعور، الرائد في علم الديموغرافيا والخبير في شؤون اللجوء في الوطن العربي والعالم، من خلال عرض بصريّ أربع نقاط أساسيّة: النزوح طويل الأمد، الأسس والقوانين المحلية والدولية الأساسيّة، مقاربة المجتمع الدولي مع أبرز المؤتمرات التي شملت لبنان والعوائق المحتملة. وتتطرّق في هذا الاطار إلى الاتفاقية الخاصة باللاجئين الصادرة عام 1951، وقانون تنظيم الدخول والإقامة في لبنان الصادر عام 1962، ومذكرة التفاهم التي صدرت عام 2003 بين مفوضية الأمم المتّحدة ووزارة الداخلية والأمن العام، وقرار المجلس الأعلى للدفاع الصادر عام 2019. كما أكّد أنّ عودة اللاجئين والنازحين، إن تمت، فهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحل السياسي في البلاد الأمّ وإعادة إعمار المدن.

من جهته، عارض الباحث والخبير في السياسات العامّة زياد الصايغ، معظم النقاط التي تناولها فاعور، مشدداً على أنّه «لا يميل إلى توصيف الواقع المؤلم فحسب، بل إلى الرجوع إلى المسببات».

وتابع: «المشكلة الأساسية تكمن في كيفية تعامل الدولة اللبنانية مع هذا الواقع، وغياب سياسة عامة»، متطرقاً إلى اتفاق القاهرة عام 1969. أمّا عن الحلّ، فأوضح أنّه «يكون فقط من خلال دولة فعليّة، لا تتواطأ مع المافيا والميليشيات كما هو الآن».

بعدها انقسمت مداخلات الحضور بين معارض وموالٍ، ما خلق جواً واسعاً من التفاعل البناء في القاعة.

تكريم لمياء المبيض بساط: أجمل استثناء لقاعدة الدولة الفاشلة

مما لا شك فيه، أنّ المديرة العامّة لـ»معهد باسل فليحان» لمياء المبيض بساط تحظى بمحبين كثر من الأصدقاء والزملاء، لا بل من المتأثّرين برؤيتها وإيمانها بالدولة والمواطنيّة. وفي هذا التكريم الأوّل لها في لبنان رغم حصولها على وسامين من الدولة الفرنسية، كان الجمهور يشبهها.

افتتح الاحتفال بشريط مصوّر تحدّثت فيه المكرّمة عن طفولتها وأبرز محطات حياتها الشخصية والمهنية. في هذا السياق، قادت بريجيت كساب أوركسترا من الشهادات والإشادات، قدّمتها لتؤكد أنّ بساط هي «قيمة مضافة لهذا البلد الذي يعاني»، مشيرة إلى أنّ المديرة العامّة متمرّدة على كلّ ما هو خلاف للحقيقة، تحمل في جيناتها إرثاً وطنياً عميقاً، وهي امرأة مناضلة تحدّت المجتمع الشرقي لتحلّق عالياً».



من اليمين: تمارا الزين وجورج أبي صالح ولمياء المبيض بساط وبريجيت كساب

بدورها، وصفت د. تمارا الزين بساط بـ «علم من أعلام الإدارة العامّة وواحدة من رواد المؤسسة»، ويتعذّر عليها «اختزالها بوظيفة أو لقب»، مضيفةً: «تصرّ لمياء على محوريّة المواطن وإرساء مفهوم المواطنة، وعلى الفصل بين الاستحواذ على الدولة والدولة بحدّ ذاتها، وعلى أنّ لا خلاص للبنان من دون قطاع عام قوي ونزيه، وطموحها إعادة الاعتبار لثقافة الجدارة. صوت لمياء يعكس ما نريده، هي التي تدمن لبنان وتراه بعيون سعيد عقل «هدايا بالعلب».


أمّا أبرز الشهادات فقدمها زميلها في المعهد منذ 16 عاماً غسان الزعني، والمصوّر الصحافي نبيل اسماعيل، والأستاذة أسمهان الزين، والأستاذ جورج أبي صالح، والأستاذ جورج بارود.

من جهتها أوضحت المكرّمة أنّ «وسام الحركة الثقافية ثمين لأنه أصيل، وهو وسام للالتزام والمثابرة اللذين يتميّز أيضاً بهما مهرجان الكتاب منذ 41 سنة، وهذا يدعوني إلى التواضع»، مضيفةً: «أهدي هذا التكريم لكل رفيق ورفيقة في المعهد، وللوزير السابق جورج قرم»، متأسفةً لحال الدولة اليوم، قائلةً: «نحن القادرين والعارفين ممنوعون من الإنجاز. لكن، ولو أننا على قاب قوسين من الهزيمة، لم ولن نستسلم».

ودعت بساط الموجودين لشرب نخب مناسبة توقيع كتابها «ليلى... أو معنى أن تكون في غير بيتك». ووجهت في يوم المرأة العالمي، رسالة الى النساء العاملات وغير العاملات عبر «نداء الوطن» قائلةً: «ربّوا أولادكم على حب وطنهم في ظلّ أكبر أزمة اجتماعية يعيشها... فهذه الأرض وحدها «يلي بتلمّنا»، داعيةً الى الابتعاد عن كلّ ما يفرّقنا وعن المصلحة الطائفيّة والسياسيّة والتركيز على مبدأ تعزيز مفهوم الدولة».

ندى الحاج: الشعر أداة للوصول الى الآخر

وقّعت ندى أنسي الحاج كتابها «خطوات من ريش» عن «دار المتوسّط ميلانو» خلال فعاليات الأمس، وقالت لـ «نداء الوطن»: لدي تاريخ مع معرض انطلياس منذ 1988. كتابي «خطوات من ريش» هو العاشر بعد «عابر الدهشة». أعتبره تكملة لمساري الشعري القريب من الصوفية. عنوانه، كما عناوين كتبي السابقة، الحبّ بمعناه الكبير. أنا لا أتحدّث عن الحبّ بالمعنى الضيّق، فهو يبدأ من القلب ويصل إلى كلّ الكائنات. يمكن اعتباره حبّاً كنيّاً، إلهيّاً وإنسانيّاً.

اللغة بالنسبة إليّ، أي الشعر، أداة أحاول قدر الإمكان أن أصفّيها كما أصفّي قلبي، بهدف الوصول إلى الآخر.

شخصياً لا أفرّق بين المرأة الشاعرة والرجل الشاعر. فالإنسان إنسان، حتّى في غير المجالات الإبداعيّة. كلما توسّع الكون في داخلنا، توسعت تعابيرنا.




الشاعرة ندى أنسي الحاج أثناء توقيع كتابها (تصوير رمزي الحاج)

MISS 3