ستيفاني غصيبه

مهرجان الكتاب في يومه التاسع.. غزّة وانعكاساتها على لبنان

9 آذار 2024

02 : 01

بعد أكثر من أسبوع على اللقاءات الأدبية والثقافية والسياسية والتكريمية، إنقسم اليوم التاسع من «مهرجان الكتاب» في «الحركة الثقافية في انطلياس إلى قسمين رئيسيّين، حمل كلّ منهما قضيّة مختلفة: الأوّل ناقش حرب غزّة، والثاني كرّم مديرة مؤسسة «كفى» زويا جريديني روحانا، المناضلة لأجل المرأة وحقوقها. كما غصّ المكان بالكتّاب والشعراء لتوقيع كتبهم ودواوينهم، أبرزهم: الشاعرة رين علامة لديوانها «همس المدى»، الأستاذ علي سبيتي لكتابه «وادي هنوم»، نغم غندور لكتابها «لاء على ضفاف الروح»، تمارا شلهوب لكتابها «امرأة في مهب الأزرق»، الدكتور عصام خليفة لكتابه «أبحاث في تاريخ لبنان وجواره في الفترة الحديثة والمعاصرة»، سليم بدوي لكتابه «مارونيا هوية في خطر بعد مئة سنة على إعلان لبنان الكبير والشاعرة رنيم الضاهر لمجموعتها الشعرية Oeuvres poétiques choisies وغيرهم...

مثلما تطرّقت جلسات سابقة إلى مواضيع وقضايا تنبع من واقع البلد والمنطقة، كان لا بدّ من تناول الحرب القائمة في غزّة وجنوب لبنان في الأيام الأخيرة من المعرض. في هذا الإطار، أقيمت ندوة عنوانها «حرب غزّة وانعكاساتها على لبنان» بإدارة الإعلامي شربل مارون ومشاركة الدكتور حارث سليمان والعميد المتقاعد خليل الحلو.

استهل الكلام مارون قائلاً: «لا وجود لمفهوم الدولة الجزيرة. حرب غزّة تطال كلّ مجالات حياة اللبنانيّين، فلبنان مرآة للمنطقة»، مضيفاً أنّ: «المشهد اليوم بالغ التعقيد، وغزّة صورة مصغّرة للإقليم الكبير»، مشيراً الى «أنّنا في لبنان نختار مواجهة العاصفة بفتح الشبابيك للريح. وأخشى أن تتواصل الحرب في غزّة والجنوب، وأن يستمرّ نزيفنا في السياسة والاقتصاد والسياحة والاجتماع حتّى الانهيار الكبير».

من جهته، رجّح الدكتور سليمان أنّ «حماس أرادت من خلال عملية «طوفان الأقصى» خرق الكيان الإسرائيلي وأمنه، وهذه سابقة منذ الـ48»، مؤكداً أن «نجاح العملية لم يكن مسبوقاً وأظهرت حاجة اسرائيل إلى أساطيل الدول لحمايتها». وتابع: «نتنياهو لا يقاتل لاسترداد الرهائن، بل لتنفيذ مشروعه بطرد الفلسطينيّين من أراضيهم».

وعن لبنان قال: «نحن أمام معضلة منذ عشرات السنين، والسؤال الأساسي هو: ما القدر المطلوب من لبنان في دعم القضيّة الفلسطينيّة؟ الحقيقة أنّنا رأس حربة للتوسّع الإيراني الذي يرفع زوراً راية فلسطين. فما يفعله «حزب الله» يصب في اطار حجز مقعد له الى طاولة المفاوضات ولا يخدم غزّة».

أمّا الحلو، فركّز على البعد العسكري، مفنّداً أبرز العمليات العسكرية، لا سيما «طوفان الأقصى» التي على حدّ قوله، «فاقت توقعات «حماس»، لكنّ ردّة فعل الاسرائليين فاقت توقعاتهم أيضاً»، كما وافق رأي سليمان بأنّ «حماس» كانت تتوقّع من حلفائها أمراً مختلف تماماً»، خاتماً: «كلما اقتربنا من الانتخابات الأميركيّة، كلّما قلّت قدرة إدارة بايدن على الضغط على اسرائيل، والاحتمال المتزايد لعودة ترامب إلى البيت الأبيض مقلق للغاية».



من الجلسة الأولى، من اليمين: حارث سليمان، شربل مارون، خليل الحلو


تكريم زويا جريديني روحانا: نناضل في سبيل المرأة

في مناسبة يوم المرأة العالمي، ملأت النساء صالة «معرض الكتاب»، وشملت شهادات نساء ورجال على حدّ سواء، من عائلة وأصدقاء وزملاء المكرّمة زويا جريديني روحانا، أبرزها من أخيها الدكتور وديع جريديني، وسلفها ألبير روحانا، والقاضي جون قزي، والنائبة بولا يعقوبيان من خلال فيديو مصوّر. بالاضافة الى اطلالة خاصة لمناضلات عربيات من لبنان وفلسطين والمغرب ومصر وسوريا والعراق.

استهلت الجلسة الدكتورة هدى رزق حنّا، واصفةً المكرّمة بأنّها «مناضلة أصيلة ذات عزيمة لا تتعب، تنشط في ميادين الواقع، ساعيةً لتغيير مجتمعي كياني من خلال توحيد قانون الأحوال الشخصية وتسليط الضوء على القضايا النسوية وبخاصة الدفاع عن المرأة المهمشة والمعنّفة في لبنان والمحيط. وتكمن شجاعتها في عدم السكوت عن الباطل وإقدامها على جبه الجهات الدينية والسياسية لحماية النساء والأطفال والعائلات والمقهورين في عالم قاسٍ فقد القيم وهيمنت عليه الأنانيات وعبادات الذات».

من جهتها، أكّدت الأستاذة ليلي عواضة، وهي أيضاً مناضلة في «كفى»، أنّ روحانا «كالساعة تسير دائماً الى الأمام، ليس في قاموسها كلمة صعب أو بعيد المنال، منها تعلمت تطبيق وممارسة النسوية فعلياً بعيداً عن نظريات الكتب. تجمع بين الحلم والعزم، بين قوة المواجهة وهدوء الحكمة، وبين الصرامة والصبر في آن.

هي صوت المرأة وحليفتها، لا تتنازل ولا تساوم في كل ما يتعلق بحقوق المرأة مهما حوربت من قبل المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه». وتابعت: «سواء في «كفى» او ما قبلها، لا تعتبر زويا المنصب شرفاً، بل يمكنها التخلي عنه إذا تعارض مع رؤيتها وقضيتها. ولعل أبرز ما يميز مسيرتها هو: الشجاعة ومساندتها لفريق عملها وإيمانها بأن العمل الاجتماعي لا ينفصل عن العمل السياسي»، خاتمةً: «زويا روحانا هي روح القضية ونبضها، ونصيرة الانسانية والمرأة الإنسان، تحميها بصدرها، وتنتزع لها حقوقها بعقلها وجوارحها. ولعل افضل مكافأة لها في الحياة هي وصول نضالاتها الى مبتغاها».

وبتأثّر شديد، شكرت روحانا الحضور، مشدّدةً على أنّ «اليوم العالمي للمرأة ليس مناسبة للاحتفال بها، بل للتذكير بالتحديات التي تواجهها في الدول العربية والمجتمعات الأخرى حول العالم ولا سيما في لبنان... انه يوم لتجديد الوعد باكمال العمل والنضال نحو تحقيق المساواة والعدالة الجندرية وتوفير الفرص المتساوية للنساء من دون تمييز».

وأضافت بعد عرض إنجازات «كفى» ومسيرة نضالها: «أعلم بأن الطريق لا يزال طويلاً لكنني سأكمله بنفس الزخم الذي بدأت به، خصوصاً وأننا بدأنا نشهد في الآونة الأخيرة حملة مرتدة على الجمعيات النسائية، فلا بد من مواجهتها إذا ما أردنا بالفعل أن نحافظ على المكتسبات التي تحققت لغاية الآن. أما التهديد الأخطر الذي نشهده حالياً فيطال شرعة حقوق الإنسان. وأمام ما نشهده اليوم من ازدواجية في المعايير وصمت الكثير من الدول تجاه المجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وتجاه الانتهاك الفظيع للقانون الإنساني الدولي، بتنا نتساءل: هل سقطت منظومة حقوق الإنسان على يد مشرّعيها؟».



جورج أبي صالح مسلّماً شعار الحركة للمكرَّمة (تصوير رمزي الحاج)



سليم بدوي: دور الموارنة تاريخي

وقّع سليم بدوي كتابه «مارونيا: هويّة في خطر بعد مئة سنة على إعلان دولة لبنان الكبير» عن «الهالة للإعلام والنشر» في جناح «جامعة الروح القدس- الكسليك»، المترجم من الفرنسية الى العربية من قبل يوسف ضومط.

وفي حديث لـ «نداء الوطن» أشار بدوي إلى أنّ «الهدف كان أن نذكّر الموارنة خصوصاً واللبنانيّين عموماً بكيفيّة تكوين الهويّة المارونيّة بعناصرها الأساسيّة: الايمان وعلاقته بالكنيسة والبطريركيّة ومؤسّساتها وموقع البطريرك المهم لشعبه، وارتباط هذه العناصر بالأرض اللبنانيّة»، مضيفاً: «من الضروري الحفاظ على هذه الهويّة التي تمرّ في السنوات الأخيرة بمخاطر تهدّدها مباشرةً». وردّاً على سؤال عن كيفيّة الحفاظ عليها في ظلّ المخاطر والأزمات، أجاب: «من خلال الادراك والوعي تجاه التاريخ والإرث الذي تركه أجدادنا، ولا أعني بذلك الروحيّين الكنسيّين أو البطاركة والرهبان فحسب، إنّما الشعب المارونيّ أيضاً. يجب تذكير الموارنة بأهميّة وجودهم على هذه الأرض وضرورة تعلّقهم بها وبمبادئهم وقيمهم الروحانيّة والمعيشيّة لأنّ الموارنة كانوا شعباً متضامناً متراصّاً». أمّا عن أهمية المعرض، فختم قائلاً إنّه «لقاء رفاق العمر وفرصة لإسماع الصوت».



(تصوير رمزي الحاج)




(تصوير رمزي الحاج)


عصام خليفة: نقاوم بالثقافة والشباب

في رصيد أمين الاعلام في «الحركة الثقافية» الدكتور عصام خليفة أكثر من 87 كتاباً. هو يحرص على إصدار كتاب جديد سنوياً لمهرجان انطلياس. هذه السنة، وقع الاختيار على سبعة أبحاث، جمعها بعنوان «أبحاث في تاريخ لبنان وجواره». وقال: أنجزت بحثاً من 60 صفحةً عن الوفد اللبنانيّ لمؤتمر الصلح، وآخر عن العاميّات الشعبيّة ودور الكنيسة والمطران يوسف اسطفان الذي اغتاله الأمير بشير. وعن مراحل الاستقلال أيضاً والحدود اللبنانيّة السورية (رأس بعلبكّ بشكل اساسي، والحدود البحريّة التي أعطوها لاسرائيل وهي بمساحة تعادل نحو 1430 كم2».

وبما أنه أستاذ تاريخ في الجامعة اللبنانية سألناه عن حال المناهج، فأجاب: «كنت منسقاً للبكالوريا، وحضّرنا مناهج وكتباً جديدة. ولكن، رأي «عنجر» (أي النظام السوري) أوقف المشروع. ليس صحيحاً أن اللبنانيين لا يتفقون، ولكن هناك مشروعاً لتفكيك لبنان ما زالوا مستمرّين به حتى اليوم. يريدون إلغاء وطننا، ونحن نقاومهم بالثقافة والكتب التاريخية والشباب، والأساتذة، والمحاضرات والتحرّك الشعبي والضغط الديموقراطي المنظّم. أمّا اذا هاجمونا بوسائــــــل أخرى، فنحن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا».



(تصوير رمزي الحاج)



(تصوير رمزي الحاج)



MISS 3