سابقة علمية: علماء الفلك يرصدون المياه في أماكن تشكيل الكواكب

01 : 58

قد يشير اكتشاف جديد إلى طريقة وصول المياه إلى كوكب الأرض...



تكشف ملاحظات جديدة حول قرص من الغبار والغاز في محيط نجم ناشئ، وجود كمية كبيرة من بخار المياه في الموقع الذي شَهِد على الأرجح تشكيل الكواكب الناشئة. إنها المرة الأولى التي ينجح فيها علماء الفلك في رصد طريقة توزيع المياه داخل قرص مرتبط بتشكيل الكواكب حول نجمٍ قد يحمل شكلاً من الحياة.

يقول عالِم الفلك ستيفانو فاتشيني من جامعة ميلانو: «تكشف الصور الجديدة وجود كمية كبيرة من بخار المياه على مسافة من النجم، وهي تشمل فجوة قد يتشكّل فيها كوكب في الوقت الراهن».

تنشأ النجوم داخل غيوم كثيفة من الغبار والغاز. ثم تنهار عقدة بالغة الكثافة في هذه المادة تحت تأثير الجاذبية وتبدأ بالدوران. تتّخذ المادة المحيطة بالنجم المركزي الناشئ شكل قرصٍ يدور حول النجم الذي يكون قيد التطوير، فيتوسّع حجمه.

بعد نشوء النجم، تبدأ المواد التي لم يستعملها بالتجمّع لتشكيل مادة أخرى في نظام الكواكب الذي يشمل جميع أنواع الأقمار، والكويكبات، والكواكب، والمذنبات. وصل نجم «إتش إل توري» إلى هذه المرحلة راهناً. لا يزال عمره أقل من مليون سنة، وهو محاط بقرص كبير وبارد ومستقرّ.

عند النظر إلى البيانات التي جمعتها «مصفوفة أتاكاما المليمترية الكبيرة»، يسهل أن نلاحظ أن القرص مليء بفجوات مُركّزة. يظنّ علماء الفلك أن تلك الفجوات تنجم عن عملية تشكيل الكواكب، ما يعني أنها تجرف المواد الموجودة في القرص أثناء دورانها حول النجم. وبما أن نجم «إتش إل توري» يشبه الشمس في بدايتها وسبق واكتشف العلماء المياه في ذلك القرص، أراد فاشيني وفريقه استكشاف مكان وجود المياه. ستكون هذه المعلومة دليلاً على وجهتها النهائية أيضاً.

جمع الباحثون ملاحظات جديدة عن النجم من «مصفوفة أتاكاما المليمترية الكبيرة»، واستعملوا نطاقَين مختلفَين من الأطوال الموجية لاستهداف بخار المياه، فاكتشفوا كمية كبيرة من المياه في المنطقة الداخلية للقرص، على بُعد 17 وحدة فلكية من النجم، حيث يُفترض أن تتشكّل كواكب مثل الأرض. تشمل تلك المنطقة كمية مياه أكبر من تلك الموجودة في جميع محيطات الأرض بمعدل 3.7 مرات.

أكثر ما يثير الدهشة هو وجود المياه في فجوة معروفة وبارزة داخل القرص، ما يعني زيادة احتمال وصول المياه إلى أي كواكب أصبحت قيد التطوير هناك.

تذكر دراسة جديدة أن المياه كانت وافرة في النظام الشمسي قبل نشوء الأرض. وتكشف هذه الخارطة الأولى لطريقة توزيع المياه داخل قرص كوكبي أولي أن الأرض نشأت بدورها وهي تحمل كمية كبيرة من مياهها، حتى لو وصل جزء منها لاحقاً تحت تأثير الكويكبات.

في النهاية، يستنتج فاشيني: «تثبت نتائجنا أن وجود المياه قد يؤثر على تطوّر نظام الكواكب، كما حصل منذ 4.5 مليارات سنة في نظامنا الشمسي».

MISS 3