تعيين مقرّبين من ترامب في مناصب «جمهورية» قيادية

بايدن يستجمع قواه ويُهاجم سلفه في خطاب "حال الإتحاد"

02 : 00

بايدن مُتحدّثاً خلال خطاب «حال الإتحاد» في الكابيتول أمس الأول (أ ف ب)

مع توالي الانتقادات للرئيس الأميركي جو بايدن بأنّه عاجز عن القيام بمهامه الرئاسية لولاية ثانية بسبب عمره المتقدّم وزلّاته وتلعثماته وتعثّراته الكثيرة، استجمع بايدن قواه وذهب إلى مبنى الكابيتول بكامل «طاقته الذهنية» بعدما كان قد حضّر جيّداً للاختبار الكبير المتمثّل بخطاب «حال الاتحاد» الذي يُتابعه ملايين الأميركيين، فظهر بموقع الرئيس القوي متفادياً الوقوع في «تجربة» الأداء السيّئ، فيما حرص على مهاجمة خصمه «الخطر» دونالد ترامب الذي لم يتفوّه بايدن باسمه إطلاقاً، بل ندّد به 13 مرّة مكتفياً بوصفه بأنه «سلفه».

وأطلق بايدن (81 عاماً) هجومه على خصمه منذ بدء خطابه، متّهماً الرئيس الجمهوري السابق بـ»الخضوع» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يتعهّد وسط تصفيق الديموقراطيين: «أنا لن أخضع». وقال: «منذ عهد الرئيس (أبراهام) لينكولن والحرب الأهلية، لم تكن الحرّية والديموقراطية معرضتَين للهجوم في الوطن كما هي الحال اليوم»، معتبراً أن «ما يجعل لحظتنا الآن نادرة هو أن الحرّية والديموقراطية تتعرّضان للهجوم في الداخل والخارج على السواء».

ومثّل الخطاب الذي استمرّ لأكثر من ساعة بقليل، اختباراً عالي المخاطر لقدرته على التفكير بشكل سريع والوقوف مدّة طويلة. وصدرت صيحات استهجان مرّة تلو الأخرى عن الجمهوريين، لكنّ بايدن ردّ في كلّ مرّة بالسخرية من معارضيه. وهتف له الديموقراطيون «4 سنوات أخرى»، فيما وقفت عدّة مرّات نائبته كامالا هاريس للتصفيق له، بينما اكتفى رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون بهزّ رأسه.

وندّد بايدن بالجمهوريين المعارضين للحقّ في الإجهاض، قائلاً: «لا فكرة لديهم عن قوّة النساء في أميركا»، متطرّقاً إلى مسألة يرى الديموقراطيون أنها قادرة على حشد الأصوات لصالحهم. كما اعتبر أن الاقتصاد الأميركي يُعدّ «أعظم قصّة نهوض عرفها العالم»، رغم أن الأميركيين ما زالوا غير راضين في ظلّ ارتفاع الأسعار بينما تُظهر الاستطلاعات أن كثيرين يرون أن وضعهم الاقتصادي لم يتحسّن.

وحاول بايدن أيضاً قلب الطاولة على الجمهوريين في ما يتعلّق بمسألة الهجرة الحسّاسة، منتقداً رفضهم تمرير مشروع قانون اعتبر أن من شأنه تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود مع المكسيك. وقال في ردّه على الجمهورية اليمينية مارجوري تايلور غرين: «يُمكننا التعارك على إصلاح وضع الحدود، أو يُمكننا إصلاحها».

وفي وقت تُظهر فيه الاستطلاعات أن كبر سنّه يُعدّ مصدر القلق الأبرز بالنسبة إلى الناخبين، جهد بايدن لمواجهة الرواية القائلة إنّ عمره يمنعه من البقاء في الحكم، وقال وسط ضحك الحضور: «أعلم أنّ الأمر قد لا يبدو كذلك، لكنّي مولود منذ فترة طويلة... في سنّي تُصبح بعض الأمور أوضح أكثر من أيّ وقت مضى».

وتحدّث بايدن عن حرب غزة التي تُثير غضب اليساريين والأميركيين من أصول عربية الممتعضين من دعمه الثابت لمساعي إسرائيل القضاء على «حماس». ودعا إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، معلناً أنه أمر الجيش الأميركي بإنشاء ميناء على ساحل غزة لإيصال المساعدات، بينما تعهّد في الوقت ذاته بأنّ واشنطن لن تنشر أي قوات على الأرض. وحاول المتظاهرون المناهضون لدعمه للدولة العبرية في وقت سابق، منع مرور الموكب الرئاسي من البيت الأبيض إلى مقرّ الكونغرس.

وردّ ترامب (77 عاماً) الذي يتقدّم على بايدن بفارق ضئيل وفق استطلاعات الرأي، على الرئيس الديموقراطي طوال الخطاب من خلال منشورات على منصّته الاجتماعية «تروث سوشال»، لكن الموقع تعطّل مرّات عدّة. وكتب ترامب: «يبدو غاضباً جدّاً عندما يتحدّث، وهي سمة الأشخاص الذين يعلمون أنهم «يفقدون عقلهم». الغضب والصراخ لن يُساعدا في إعادة التماسك إلى بلادنا».

توازياً، اختار البيت الأبيض وزير التعليم ميغيل كاردونا ليكون «الناجي المُعيّن» خلال إلقاء بايدن خطاب «حال الاتحاد». وهذه المهمّة تعني أنه سيكون الشخص الذي يتولّى قيادة البلاد في حال حدث هجوم قضى على الرئيس والحكومة الأميركية بأكملها خلال إلقاء الخطاب في مبنى الكابيتول.

في غضون ذلك، عُيّن 3 مقرّبين من ترامب الذي بات المرشّح الوحيد لانتزاع بطاقة خوض الاستحقاق الرئاسي عن الحزب الجمهوري، في مناصب قيادية في الحزب، وذلك خلال اجتماع لهيئاته. وكان ترامب قد أعلن في شباط أنه اقترح إشراك زعيم الحزب في ولاية كارولاينا الشمالية مايكل واتلي، والمنتجة التلفزيونية السابقة لارا ترامب، زوجة ابنه إريك، في إدارة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.

وتمنّى أيضاً تعيين خبير الحملات الانتخابية الجمهورية كريس لاسيفيتا، رئيساً تنفيذيّاً للجنة الوطنية مكلّفاً «العمليات اليومية». ولبّى مندوبو الحزب الـ168 المجتمعون في مدينة هيوستن في ولاية تكساس طلبات ترامب من دون مفاجآت. والمهمّة الأساسية للّجنة الوطنية الجمهورية هي تمويل الحملات الانتخابية المكلفة لمرشّحي الحزب.

MISS 3