رائحة الإناث... سبب لنفوق ذكور الفئران المبكر؟

01 : 58

يبدو أن شمّ شريك جديد محتمل قد يؤثر على عمر الحيوان وقدرته على التكاثر.



إكتشف علماء من نيوزيلندا وأستراليا أن تعرّض ذكور الفئران لرائحة إناث مجهولة في منتصف العمر أو في عمر متقدم يُخفّض احتمال إنجابها للصغار في مرحلة لاحقة من حياتها. وإذا سُمِح للذكر الذي يشمّ رائحة الأنثى بالتزاوج، يبدو أنه يصبح أكثر عرضة للنفوق في مرحلة أبكر من الذكر الذي لا يشمّ رائحة إناث غريبة قبل التزاوج. يستنتج الباحثون إذاً أن استشعار البيئة الاجتماعية قد يؤثر على مسار الشيخوخة.

راقب العلماء أربع مجموعات من الذكور في بيئات اجتماعية مختلفة: الأولى تعيش وحدها، والثانية تعيش مع إناث، والثالثة تعيش وحدها لكنها تتعرّض لرائحة أنثيَين غائبتَين، والرابعة تعيش مع أنثيَين وتتعرض أيضاً لرائحة أنثيَين غائبتَين.

لوحظ أن المجموعتَين اللتين تعرّضتا لروائح إناث غائبة أنجبتا عدداً أقل من الصغار في مرحلة متقدمة من العمر. تكررت هذه النتيجة أيضاً مع ذكور عاشوا مع إناث أخرى. لكن لم يظهر الرابط بين روائح إناث مجهولة والخصوبة لدى الفئران الأصغر سناً.

كذلك، لم يؤثر تزاوج الذكور مع الإناث في مرحلة مبكرة من الحياة على الشيخوخة الإنجابية، ما يعني أن رائحة الإناث الغائبة لها دور أكبر على مستوى الخصوبة في مراحل لاحقة من العمر.

بشكل عام، يحمل ذكور الفئران الأكبر سناً في التجارب عدداً أقل من الحيوانات المنوية، وخصيتَين أصغر حجماً، ومؤشرات أخرى على ضعف الخصوبة مقارنةً بالقوارض الأصغر سناً. لكن لم يؤثر شمّ الإناث على هذه العوامل الإنجابية.

قد يُسبب استشعار أي مجموعة جديدة من الإناث في البيئة المحيطة تغيرات لدى ذكور الفئران، ما يجعلها أكثر اهتماماً بالمنافسة بين الذكور: إنه جزء أساسي من استثماراتها الإنجابية. لم يقابل الذكور في هذه الدراسة ذكوراً آخرين، لكن يظن الباحثون أن التغيرات الجسدية تبقى ممكنة لمساعدتها عند مقابلة الذكور.

في النهاية، يستنتج الباحثون: «تكشف نتائجنا أن التعرّض لروائح الإناث قد يؤثر على الشيخوخة الإنجابية وخطر النفوق لدى ذكور الفئران، ما يعني أن الإدراك الحسّي للشركاء المحتملين قد يكون محركاً أساسياً للمقايضات التي تحصل بين الثدييات».

MISS 3