عودة: حاسبوا نوّابكم... نحن بحاجة إلى رجال دولة لا مصطادي سلطة

12 : 26

سأل المطران الياس عودة: "أليس هذا واجب كلّ مسؤولٍ أيضاً، أن يحسن تجاه وطنه بحسن معاملته لكلّ مواطن؟ أليست دعوةً إلى المساواة بين الناس، وإلى خدمة الوطن عبر خدمة كلّ مواطن؟ وهل من خدمةٍ أفضل من تأمين العيش الكريم للمواطن في وطنٍ آمنٍ ومستقّر؟ لكنّ المواطن يئنّ وذوو السلطة يعيشون في عالمٍ بعيدٍ عن الواقع، في غياب رئيسٍ لم ير النوّاب ضرورةً لانتخابه".


وأضاف في عظة الأحد: "ما شجّعهم على ذلك تقاعس المواطنين عن القيام بواجب مساءلتهم ومحاسبتهم. فعندما يقترع إنسانٌ لنائبٍ فلأنّه اقتنع ببرنامجه وصدّق وعوده. أليس من واجبه بعد حينٍ مساءلته حول ما وعد به؟ أليس هذا من صميم الحياة الديمقراطيّة؟ لذا حاسبوا نوّابكم لتقويم أدائهم. حاسبوهم على تقاعسهم في أداء واجباتهم التي يفرضها الدستور. وأوّل هذه الواجبات انتخاب رئيسٍ للبلاد. هل حاسب مواطنٌ نائباً على تخلفه عن أداء هذا الواجب؟".


وتابع: "قول كلمة الحقّ أو القيام بعملٍ يرضي الضمير هي أعمالٌ ضروريّةٌ في حياة الوطن. الشهادة للحقّ، احترام عمل المؤسّسات الدستوريّة وإبعادها عن التجاذبات السياسيّة، تحاشي النقاشات العقيمة، المراقبة والمحاسبة، إدانة المحسوبيّة والزبائنيّة والإستزلام والمحاصصة والتعطيل والتسلّط والتطرف هي أمورٌ بديهيّةٌ عند من أراد بناء دولة، لكن يبدو أن لا إرادة إصلاحٍ حقيقيّةً في لبنان ولا أحد يريد بناء الدولة".



وقال: "نحن بحاجةٍ إلى رجال دولةٍ لا إلى مصطاديّ سلطةٍ يستغلّونها لقهر الناس وإتمام مصالحم. نحن بحاجةٍ إلى رجال دولةٍ يحكمون لبنان بحكمةٍ وتجرّد، يحافظون عليه سيّداً حرًّا مستقلاً ولا يسمحون بأيّ تدخلٍ أو وصايةٍ أو استتباع. كلّ يومٍ يمرّ يزيد حجم الأزمة والوقت لا يستعاد. الوقت يمرّ ويمضي وهجرة الأدمغة تزيد وغير اللبنانيين يتكاثرون وقد لا يبقى لبنانيٌّ ليطبّقوا سياساتهم الفاشلة عليه".

MISS 3