تلسكوب فضائي يرصد إشارات حياة على الأرض

02 : 00

بدأ البحث عن بصمات حيوية في كواكب خارجية صالحة للعيش يتوسّع. نجح «تلسكوب جيمس ويب الفضائي» في جمع بعض الأطياف من الأغلفة الجوية للكواكب الخارجية، لكنه يؤدي مهامّ مفرطة وتزداد الحاجة إلى تخصيص الوقت لمراقبة الفضاء. خُصّص «مقياس التداخل الكبير للكواكب الخارجية» («لايف») لإيجاد بصمات حيوية على الكواكب الخارجية، وقام الباحثون حديثاً باختباره: هل يستطيع رصد بصمات حيوية على سطح الأرض؟


يتألف هذا الجهاز من خمسة تلسكوبات منفصلة تنشط بشكلٍ منسّق لتوسيع نطاق عمل التلسكوب الأساسي. هو مُصمّم لمراقبة المساحات بالأشعة تحت الحمراء المتوسطة، حيث تتواجد خطوط طيفية من عناصر كيماوية بارزة مثل الأوزون، والميثان، وأكسيد النيتروس.


لا يزال تلسكوب «لايف» مجرّد فكرة، لذا أراد الباحثون اختبار أدائه، فاستعملوا غلاف الأرض الجوي كبيئة تجريبية، واعتبروا الأرض كوكباً خارجياً، واختبروا أساليب التلسكوب للتعامل مع طيف معروف داخل غلاف الأرض الجوي في ظروف مختلفة. غالباً ما يستعمل الباحثون بيانات مبنية على تجارب المحاكاة لاختبار قدرات الأجهزة، لكنهم استخدموا بيانات حقيقية هذه المرة. أراد الباحثون أن يعرفوا مدى قدرة تلسكوب «لايف» على رصد ثاني أكسيد الكربون، والمياه، والأوزون، والميثان على كوكب الأرض، من مسافة 30 سنة ضوئية. تشير هذه العوامل إلى عالم معتدل وصالح للعيش. إذا نجح «لايف» في رصد تركيبة الكيمياء البيولوجية على سطح الأرض بهذه الطريقة، سيتمكن من رصدها في عوالم أخرى.

رصد التلسكوب ثاني أكسيد الكربون، والمياه، والأوزون، والميثان، على كوكب الأرض، بالإضافة إلى بعض العوامل السطحية التي تشير إلى وجود مياه سائلة. لم تتوقف نتائجه على زاوية تصوير الأرض. إنه عامل أساسي لأننا لا نعرف زوايا مراقبة الكواكب الخارجية. كذلك، تكشف النتائج أن بعض المواقع المستهدفة تتطلب بضعة أيام، بينما تحتاج مواقع أخرى إلى مئة يوم لرصد العناصر المنشودة.

لا يزال تلسكوب «لايف» مجرّد مهمّة محتملة في هذه المرحلة، وهو ليس أول ابتكار يُركّز على إمكانية العيش على الكواكب الخارجية حصراً. في العام 2023، اقترحت وكالة «ناسا» مهمّة «مرصد العوالم الصالحة للسكن» لتصوير 25 عالماً على الأقل ثم البحث عن بصمات حيوية في أغلفتها الجوية. لكن يظن الباحثون، بعد النتائج التي توصلوا إليها، أن تلسكوب «لايف» هو أفضل خيار لأداء هذه المهمة.

MISS 3