ميشال قزح

"سوليدير 2" لسداد الودائع

11 آذار 2024

02 : 00

​في أعقاب أزمة لبنان المالية، التي تركت عشرات آلاف المودعين في مواجهة الشك والصعوبات، تنشأ حاجة ملحة لحلول جريئة ومبتكرة لمعالجة التحديات العميقة الموجودة أمام قطاع البنوك في البلاد. أحد الحلول الذي أريد ان اقترحه هو إنشاء «سوليدير» جديدة مخصصة بشكل خاص لسداد الودائع واستعادة الثقة في النظام المالي.

«سوليدير 2» يمكن أن تكون نموذجاً لمبادرة جديدة تهدف إلى تعبئة الموارد واستغلال القيمة لسداد الودائع. من خلال الاستفادة من الخبرة والتجارب المكتسبة من المشاريع السابقة، يمكن لـ «سوليدير2» الجديدة أن تلعب دوراً حاسماً في التعامل مع التضاريس المعقدة لأزمة لبنان المالية ووضع خارطة طريق نحو الانتعاش الاقتصادي.

الخطوة الأولى في هذه العملية هي ان «سوليدير2» الجديدة يمكن أن تتكون من خلال مرسوم في مجلس الوزراء يسمح بردم منطقة جديدة من البحر وخلق ملايين من الأمتار المربّعة.

الخطوة الثانية هي بإصدار أسهم للجمهور يمكن شراؤها بالأموال الموجودة في المصارف، وأقدّر القيمة السوقية «لسوليدير 2»أن تبلغ 20 مليار دولار.

في مقدمة الأولويات، يجب أن تطبق معايير الشفافية والمساءلة طوال عملية سداد الودئع. يجب إنشاء جداول زمنية ومعالم وآليات إبلاغ واضحة لضمان أن يتم إبقاء المودعين على اطلاع وأن تُوزع الأموال بطريقة عادلة ومنصفة. يجب تخصيص أي عائدات تم تحقيقها من خلال بيع الأصول أو وسائل أخرى مباشرة لسداد الودائع، مع وضع آليات لمنع الإدارة السيئة أو الفساد.

بالإضافة إلى سداد الودائع، يمكن لـ «سوليدير» الجديدة أيضاً أن تلعب دوراً أوسع في إحياء اقتصاد لبنان وبنيته التحتية. من خلال توجيه الأموال نحو الاستثمارات الاستراتيجية، مثل برامج خلق فرص العمل ومبادرات دعم الشركات الصغيرة ومشاريع البنية التحتية، يمكن لـ «سوليدير2» تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص للرخاء على المدى الطويل.

جوهر نجاح هذه المسعى هو المشاركة من جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك المودعون والجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.

في الختام، فإن إنشاء «سوليدير 2» مخصصة لسداد الودائع يمثل نهجاً جريئاً وفاعلاً لمعالجة أزمة لبنان المالية، من خلال تعبئة الموارد وتعزيز الشفافية وتعزيز التنمية المستدامة، ويمكن لـ «سوليدير2» أن تلعب دوراً حاسماً في استعادة الثقة في قطاع البنوك ووضع الأسس لمستقبل اقتصادي أكثر إشراقاً. الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات جريئة وتحقيق القرار الجماعي لرسم مسار نحو الانتعاش والتجديد في لبنان.

(*) مستشار مالي

MISS 3