بيّنت نتائج الانتخابات الفرعية في نقابة المهندسين في الشمال التي جرت الأحد الماضي، أنّ تيار «المستقبل» لا يزال يتمتّع بحضور واضح وصريح على صعيد هذه النقابة العريقة، ولم يؤثر تعليق العمل السياسي على حضوره النقابي كثيراً.
كما بيّنت أنّ «التيار الأزرق»، وعلى الرغم من تعليق رئيسه سعد الحريري عمله السياسي واعتكافه، لم يترك النقابات الشمالية، كما لم يخرج من ساحتها، وكانت له جولة جديدة الأحد، إلى جانب حزب «القوات اللبنانية» و»تيار المردة» حيث حقق تحالفهم فوزاً كبيراً في الإنتخابات الفرعية التي جرت في نقابة المهندسين بمقرّها في طرابلس.
حلف «المستقبل» إلى جانب «القوات» و»المردة»، هو نفسه الحلف الذي خيضت على أساسه إنتخابات النقابة قبل 3 سنوات. يشار إلى أنّ الانتخابات بدأت بإعلان فوز الأعضاء الخمسة في فرع الكهرباء بالتزكية، أما في انتخابات فرع الميكانيك فانحصر التنافس بين لائحتين، الأولى غير مغلقة يدعمها «المستقبل» و»المردة»، مؤلفة من المهندسين: محمود الصاج، عمر سعود، محمد النابوش، وايلي شدراوي. واللائحة الثانية مغلقة يدعمها «التيار الوطني الحر»، و»تجمّع الإصلاح»، وقوى هندسية أخرى. وتألفت من المهندسين: بلال طاهر، انطوان صادق، وسيم عبدو، جورج فارس وأحمد الحسن.
وبنتيجة فرز الأصوات فاز المهندسون محمود الصاج، عمر سعود ومحمد النابوش عن «المستقبل» واللائحة الأولى، ووسيم عبدو وبلال طاهر من اللائحة الثانية.
وتعتبر الإنتخابات الفرعية هذه تمهيدية لانتخابات النقيب التي من المقرّر أن تُجرى في 14 نيسان، لاختيار خلف للنقيب الحالي بهاء حرب، وهو رجل أعمال، وقد فاز في انتخابات 2021، مدعوماً من «المستقبل» و»القوات» و»المردة»، إلى جانب» العزم» و»الإصلاح» وقوى أخرى، ولم تكن سنواته الثلاث في النقابة حافلة بالطموحات أو الإنجازات، مع أنّه أغدق الوعود على المهندسين الشباب الجدد، بإرسالهم إلى الخليج للعمل في شركاته، إذا فاز، ولكنّ معاناة المهندسين لم تتغيّر.
ومن المقرر أن يتمّ في انتخابات 14 نيسان انتخاب اثنين عن كل فرع، ليكونوا ضمن الهيئة العامة إلى جانب النقيب الجديد، والذي سيكون مسلماً هذه المرّة بحسب عرف النقابة والمداورة في المنصب السائدة بين المسلمين والمسيحيين.
وفي خطوة تؤكّد ما أعلنه رئيس «المستقبل» سعد الحريري خلال زيارته بيروت في ذكرى 14 شباط، أنّ التيار لن يترك الساحة وسيكون حاضراً في النقابات بقوة، فقد أعلن «الأزرق» ترشيح المهندس مرسي المصري لمنصب النقيب، والأخير نقابي متمرّس ويتمتع بحيثية بين زملائه المهندسين.
حتى الآن لا يبدو أنّ نقابة مهندسي طرابلس ستجمع «المستقبل» و»تيار العزم»، وفي انتظار وضوح التحالفات الكاملة في نقابة مهندسي الشمال، يبرز في مقابل مرشح «المستقبل» مرسي المصري، ترشيح شوقي فتفت وهو مهندس كان محسوباً على «المستقبل» سابقاً، ويحظى الآن بدعم «الوطني الحرّ» و»العزم» و»الإصلاح» وبعض القوى الحزبية الأخرى.