مايز عبيد

ثوّار طرابلس يُسقطون مخطّط دياب ويفتتحون المسلخ بدلاً من السياسيين

24 تموز 2020

02 : 00

كل سيناريوات دياب أحبطها الثوّار

عندما قرر الرئيس حسّان دياب أن يشكّل حكومة بدون إرادة طائفته وأكثرية اللبنانيين، كان عليه أن يدرك أنه هو من قرر في البداية، أن يسلخ نفسه عن جلدته، وأبناء وطنه. فدياب وحكومته لا يمثّلان الثورة ولا أكثرية اللبنانيين التوّاقين إلى التغيير، ولو ادعيا ذلك زوراً.

في العام 2018 إبان عهد حكومة الرئيس سعد الحريري الثانية في عهد الرئيس ميشال عون، أصدر وزير الصحة آنذاك غسان حاصباني قراره بإقفال مسلخ اتحاد بلديات الفيحاء ووقف العمل فيه لأنه غير مطابق لأدنى المواصفات والشروط الصحية. ومما جاء في طلب الوزير حاصباني إلى محافظ الشمال رمزي نهرا: "بعد الاطلاع على مضمون تقرير الكشف المقدم من قسم الصحة في قضاء طرابلس عن مسلخ اللحوم التابع لاتحاد بلديات الفيحاء، بحيث تبين انه غير مستوفٍ لادنى الشروط الصحية والفنية. نطلب منكم اجراء اللازم من اجل اقفال المسلخ المذكور بالشمع الاحمر لحين استيفائه الشروط الصحية والفنية المطلوبة، وعدم فتحه الا باذن مسبق من وزارة الصحة بعد التأكد من استيفائه جميع الشروط".

وعليه فقد عمل المحافظ نهرا بمضمون الكتاب وكلّف الأجهزة الأمنية التنفيذ. أخذ الرئيس الحريري حينها الموضوع على عاتقه وكلّف الهيئة العليا للإغاثة القيام بالإجراءات اللازمة لإعادة تشغيل المسلخ وفق الشروط الصحية. وبعد أشهر قليلة جال أمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ورئيس قسم محافظة لبنان الشمالي لقمان الكردي ممثلاً المحافظ نهرا ورئيس مصلحة الصحة في طرابلس الدكتور جمال عبدو على المسلخ واطلعوا على أوضاع الصيانة والإصلاحات التي يتم العمل عليها لإعادة افتتاحه، وذلك بتكليف من الحريري، وتم تخصيص 100 مليون ليرة لمعالجة اوضاع المسلخ عبر الهيئة العليا للإغاثة. إنتهت الأعمال وجاء وقت الإفتتاح في عهد دياب. حاول رئيس الحكومة دخول طرابلس من باب هذا المسلخ على أساس أن حكومته هي التي أعادت إصلاح وضع المسلخ الموجود في منطقة المحجر الصحي في الميناء بالقرب من مبنى اتحاد بلديات الفيحاء، وأن هذا مشروع حيوي لطرابلس مقدّم من حكومة دياب إلى الطرابلسيين.

زيارة رئيس الحكومة وهو صاحب الرعاية لافتتاح المسلخ الطرابلسي بحسب الدعوات التي وزعها اتحاد بلديات الفيحاء، والتي كانت مقررة يوم أمس الخميس، جُوبهت برفضٍ شعبي عارم في مدينة طرابلس لأسباب عدة. السبب الأول أن المسلخ ليس مشروعاً جديداً على المدينة إنما مشروع موجود وعمره عشرات السنوات. السبب الثاني أن الطرابلسيين يرون أنه ليس الآن وقت العراضات وطرابلس ليست بوابة لهذه العراضات وأوضاع الناس المعيشية في أصعب الظروف. والسبب الثالث وهو الأهم أن حكومة دياب ليست هي من أهّلت هذا المسلخ في الأصل، فلماذا كل هذه العراضات؟! وهناك سبب إضافي أيضاً وهو مهم أن الثوار في طرابلس رأوا في الدعوة إلى حضور حفل الافتتاح الذي كان مزمعاً في مطعم الشاطئ الفضي في الميناء، فرصة للسياسيين لإعادة "تعويم أنفسهم" من جديد فيما القصة كلها إعادة افتتاح مسلخ للمواشي.

ووفق المعلومات أن دياب كان يخطط للزيارة بان يصطحب معه وفداً وزارياً وأن يقوم أيضاً بزيارات لشخصيات طرابلسية كالنائب فيصل كرامي، على هامش افتتاحه المسلخ، لكن عندما أيقن دياب أن طرابلس مقفلة في وجه حكومته التي لا تمثل المدينة الشمالية، حاول تارة تكليف وزير الإتصالات طلال حوّاط وهو من الميناء القيام بالمهمة، وتارة أخرى كرامي بتمثيله، وكلها محاولات كانت تبوء بالفشل لأن الشارع الطرابلسي يرفض تماماً محاولة تعويم هذه الحكومة وتلميع نفسها على حسابه. دخل الثوار إلى قلب مسلخ الميناء بعدما تجمّعوا أمام الشاطئ الفضي حيث كان يجري حفل الإفتتاح، ومنعوا بإصرارهم هذا، السياسيين من افتتاح المسلخ وتسجيل حضورهم المرفوض. كما منعوا اللواء خير الذي كان أتى إلى افتتاح المسلخ لتمثيل دياب، من القول "بأنه في طرابلس، لتمثيل رئيس الحكومة حسان دياب في افتتاح مسلخ اتحاد بلديات الفيحاء"، وجرى افتتاح المسلخ في النهاية من قِبل الثوار ومن دون سياسيين بحضور رئيس اتحاد بلديات الفيحاء حسن غمراوي.


MISS 3