خليط محيّر من الصخور في أفريقيا قد يشير إلى أقدم زلازل معروفة

02 : 00

قد يبدو عالمنا هشاً، لكن نشأت الأرض منذ فترة طويلة جداً. إذا عدنا إلى الماضي الغابر، هل سنصل إلى زمنٍ كانت فيه الأرض مختلفة بالكامل؟



يكمن الجواب في أقدم الآثار على سطح الأرض، في زاوية بعيدة من منطقة يسمّيها علماء الجيولوجيا «حزام باربرتون غرينستون» في جنوب أفريقيا.

يصعب تحليل التكوينات الجيولوجية في تلك المنطقة، رغم وفرة المحاولات في هذا المجال. لكن يكشف بحث جديد أن مفتاح الحل يكمن في صخور حديثة جيولوجياً في قاع المحيط الهادئ، قبالة نيوزيلندا. هذا الاستنتاج قد يفتح المجال أمام ظهور أفكار جديدة حول شكل الكوكب في أولى مراحل نشوئه.

وُجِدت الطبقات التي تكوّنت على البرّ أو في المياه الضحلة فوق صخور متراكمة في قاع البحر. إنها عبارة عن كتل من الصخور البركانية، والصوان، والحجر الرملي، وعناصر مختلطة أخرى.

إستنتج العلماء أن خارطة تلك المساحات تشبه خارطة جيولوجية أعدّها سايمون لامب بعد انهيارات أرضية أكثر حداثة تحت سطح البحر. هي تنجم عن زلازل قوية على طول أكبر خط صدع في نيوزيلندا، في منطقة الاندساس «هيكورانجي».

تُعتبر الصخور في نيوزيلندا أساسية لقراءة السجلات الجيولوجية في «حزام باربرتون غرينستون». تبيّن أن تلك الكتل غير المفهومة سابقاً هي جزء من بقايا انهيار أرضي عملاق يحتوي على رواسب برية ومائية امتزجت مع الكميات المتراكمة في قاع البحر.

يُعتبر هذا الاكتشاف مهماً لأن سجل نيوزيلندا يشتق من آثار عميقة لزلازل قوية في منطقة الاندساس. لا تزال هذه العملية مستمرة حتى الآن، آخرها في تشرين الثاني 2016، حين أطلق زلزال «كايكورا» (بقوة 7.8) انهيارات أرضية واسعة وانهيارات جليدية تدفقت نحو عمق المياه. تبيّن أن أقدم سجل لتلك الزلازل يكمن في جنوب أفريقيا.

يبدو أن أعماق جنوب غرب المحيط الهادئ تعكس خصائص كوكب الأرض بعد فترة غير طويلة على نشوئه. هي تطرح أدلة غير متوقعة عن أصل العالم الذي نعرفه اليوم وأصل الحياة بحد ذاتها. يبدو أن الجواب المنشود يكمن في اندساس الصفائح التكتونية.

MISS 3