ستيفاني غصيبه

سينما "مونتاين" تُفتَتح من جديد... عروض متنوّعة ومعرض بلمسة لبنانية

22 آذار 2024

02 : 00

بعد ثمانية أشهر من الأشغال والتجديد، أعاد «المركز الفرنسيّ في لبنان» افتتاح سينما «مونتاين» بمناسبة شهر الفرانكوفونيّة منظّماً عروضاً مجانية متنوّعة تستمرّ حتّى حزيران المقبل، كان أوّلها فيلم Le Règne animal أو حكم الحيوان (إخراج توماس كايي ومن بطولة رومان دوري ويول كيرشر؛ الحائز جوائز «سيزار»)، بالإضافة الى معرض Le monde sans fin أو «العالم بلا نهاية» بالتعاون مع «الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة» (ALBA).


صمّم «المركز الفرنسي» على إقامة ما يفوق الأربعين نشاطاً في مناسبة شهر الفرانكوفونيّة على مختلف الأراضي اللبنانيّة. وفي بيروت تحديداً أراد أن تكون الفعاليات مميّزة، بحسب ما تؤكّده مديرة المركز سابين سيورتينو في حديثها لـ»نداء الوطن» مضيفةً: «اخترنا موضوع Le vivant أو «الكائنات الحية» لتسليط الضوء على أبرز التحدّيات المرتبطة بالمسائل البيئية التي تشغلنا جميعاً. من هنا وقع الاختيار على فيلمي Le monde sans fin وLe règne animal». أمّا بالنسبة للمعرض فأشارت إلى أنّ «المركز تعاون مع تلامذة وأساتذة الـ»ألبا» لعرض الرسوم بسينوغرافيا خلّاقة مع المزج بين الشكل والمضمون، لمعالجة التساؤلات المختلفة حول التغيّر المناخي». وعن إعادة افتتاح سينما «مونتاين»، أوضحت أنّ «برنامجاً غنيّاً ومتنوّعاً بانتظار الجمهور حتّى حزيران المقبل مع ثلاثة عروض أسبوعياً، يشمل أعمالاً فرنسيّة وفرانكوفونيّة، كلاسيكيّة وحديثة لم تعرض في لبنان بعد. كذلك، نحن على موعد مع La nuit des idées في نيسان المقبل، وعيد الموسيقى (La fête de la musique) في حزيران».


رسوم من الكتاب معروضة بطريقة صديقة للبيئة

رسوم من الكتاب معروضة بطريقة صديقة للبيئة



«العالم بلا نهاية»

معرض Le monde sans fin، الذي يستمرّ حتّى الثاني عشر من أيّار، مستوحى من كتاب يحمل العنوان نفسه لكريستوف بلان وجان-مارك جيانكوفيشي، حقّق نجاحاً بارزاً في فرنسا عام 2022 من خلال معالجته أسئلة أساسيّة متعلّقة بالتغيّر المناخي وتبعاته الكارثيّة على البيئة. ويحمل مؤلّفه كريستوف بلان معه مسيرة طويلة من الرسم والتصميم، فهو متخصّص في تناول المهن الأخرى في كتبه وتفنيدها، فسبق أن تطرّق مثلاً إلى الطبخ والطبّاخين، وغاص في قضايا وزارة الشؤون الخارجيّة في فرنسا في كي-دورساي. وبالتعاون مع جان-مارك جيانكوفيشي المتخصّص في مجال البيئة والتغيّر المناخي، الذي يضع صلب أهدافه توعية الجمهور الكبير من دون المبالغة في تبسيط المعلومات أو الاستدارة عن المواضيع الحرجة مع مكافحة الأفكار السائدة، يرسم بلان في كتابه خلاصة الحوار متطرّقاً إلى الأسئلة المناخيّة الملحّة وإلى تحدّيات التدفّق المناخي.

وفيما يشكّل هذا الكتاب الذي يفوق الـ200 صفحة المادّة الأساسيّة للمعرض، إلّا أنّ «المركز الفرنسي في باريس» قام بتحليل وتوليف العمل الأساسيّ لعرض خلاصاته وأبرز نقاطه، مع تقسيم المعلومات إلى ثلاثة فصول رئيسيّة: المناخ، الطاقة، وفصل بعنوان Agir، أو كيفيّة التحرّك لمحاربة تبعات التغيّر الكارثيّ الحاصل.

ويقول الرسّام رالف ضومط الذي ساهم في التحضير لهذا المعرض إنّ «الجميل في هذا الكتاب أنّ بلان يضع نفسه مكاننا كأشخاص لا يتقنون أو يعرفون الكثير عن هذا الموضوع، والذين يشعرون بالقلق إزاء الكارثة التي تحوم فوق رؤوسنا من دون معرفة ما العمل، فيطرح على جيانكوفيشي أسئلة سهلة، وأحياناً ساذجة، ليعود الخبير بتفسير الأمور من الصفر».

ويضيف: «هذا المعرض للقراءة وليس فقط للعرض. والفكرة من الاستعانة بطلّاب الـ»ألبا» هي بناء معرض مسؤول بيئيّاً تماشياً مع مبدأ الاستدامة، فكلّ المستلزمات والموادّ كانت موجودة إمّا في المركز أو في الجامعة».

وبما أنّ هذا المعرض حطّ في لبنان، حرص المنظّمون على إضافة فصل لبنانيّ عليه من وحي معاناة البيئة في البلاد والمشاكل الرئيسيّة التي تواجهها. فكان تعاون بين ضومط والصحافيّة في L’Orient-Le Jour سوزان بعقليني المتخصّصة في شؤون البيئة من جهة، ومع الدكتورة نجاة صليبا عون من جهة أخرى. وتماماً كما ترجم بلان حواره مع جيانكوفيشي إلى كتاب، حوّل ضومط حواريه مع بعقليني وصليبا إلى مجموعة رسوم خُصّصت لها زاوية من المعرض.


الزاوية المخصّصة للبنان


عروض سينما «مونتاين»


ضمن سلسلة Rendez-vous Cinéma الممتدّة حتّى شهر حزيران المقبل، تستقبل شاشة سينما «مونتاين» مجموعة واسعة من الأفلام العالميّة التي تحاكي الأعمار والأذواق المختلفة، منها Anatomie d’une chute لجوستين ترياه الذي نال السعفة الذهبيّة في مهرجان «كان» وجوائز أخرى في الأوسكار».

أمّا الدخول فمجّانيّ ومن دون حجز. ولمعرفة تفاصيل البرنامج، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بـ «المركز الفرنسي في لبنان» (https://institutfrancais-liban.com).


من اجواء المعرض

MISS 3