إيران تضطهد البهائيين... حتّى القبر!

02 : 00

المجتمع البهائي يتعرّض لاضطهاد وتمييز ممنهجَين منذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979 (أ ف ب)

قضت جرّافات أرسلتها السلطات في طهران إلى موقع دفن للبهائيين، على اللوحات والزهور وشواهد القبور، في ما يؤكد أتباع أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، أنه استباحة جديدة لحرماتها، واستمرار للاضطهاد الذي يُعانونه... حتّى بعد الوفاة!

في هذا الجزء من مقبرة خاوران في جنوب شرق طهران، يرقد ما بين 30 إلى 45 بهائيّاً توفّوا منذ فترة وجيزة، بحسب منظمة «الجامعة البهائية العالمية» التي تتولّى الدفاع عن حقوق هذه الأقلّية الدينية المحظورة في الجمهورية الإسلامية.

ويؤكد البهائيون أنهم يُقاسون أنواعاً مختلفة من المضايقات والمداهمات في شركاتهم، فضلاً عن مصادرة أملاكهم واعتقالهم. وبعد الثورة الإسلامية، استملكت السلطات الإيرانية موقعين للدفن تابعين للبهائيين وباتت تُجبر أتباع هذه الديانة على دفن موتاهم في خاوران، وهو موقع لمقابر جماعية دفن فيه ضحايا الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين عام 1988.

ورأت سيمين فاهاندج، ممثّلة «الجامعة البهائية العالمية» لدى الأمم المتحدة أنّهم «يُريدون الضغط على المجتمع البهائي بكلّ السُبل المُمكنة»، مشيرةً إلى أن «استباحة حرمة الأموات تظهر أنّ دافعهم (السلطات) هو الاضطهاد الديني وليس تهديداً يرون فيه خطراً على الأمن القومي أو المجتمع».

وأوضحت أن «المعاملة التي يحظى بها البهائيون ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع العام لحقوق الإنسان في البلاد»، إذ «يتزامن تشديد القمع مع تدهور الوضع العام لحقوق الإنسان في إيران»، مؤكدةً أن السلطات تسعى إلى القضاء على أيّ شكل من أشكال المعارضة في أعقاب ثورة «إمرأة، حياة، حرّية» التي هزّت البلاد اعتباراً من أيلول 2022.

وندّد مكتب الحرّية الدينية في العالم التابع لوزارة الخارجية الأميركية بـ»تدمير» ما لا يقلّ عن 30 قبراً في المقبرة، مع الإشارة إلى أن البهائيين في إيران ما زالوا «يواجهون انتهاكات لحقّهم في دفن موتاهم».

ولفتت الخارجية الأميركية أيضاً إلى «تزايد عمليات مصادرة أملاك للبهائيين بشكل ملحوظ واللجوء إلى محاكمات صورية لفرض عقوبات سجن طويلة على البهائيين»، وفق وكالة «فرانس برس».

ويأتي تدمير المقابر في ظلّ تشديد إيران قمعها لأتباع هذه الديانة التي يُقدّر عددهم بمئات الآلاف في البلد، بحسب ممثّليهم. وتُفيد «الجامعة البهائية العالمية» أن المجتمع البهائي يتعرّض لاضطهاد وتمييز ممنهجَين منذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979.

MISS 3