داعمو نظريات المؤامرة يستفيدون من مرض لم يظهر بعد

02 : 00

أطلقت منظمة الصحة العالمية اسم «المرض إكس» على جائحة مستقبلية افتراضية، لكنها أصبحت محور حملات تضليل مكثّفة يعمد داعمو نظريات المؤامرة الأميركيون إلى تضخيمها والاستفادة منها.



يبدو أن المعلومات الكاذبة تنبثق من الولايات المتحدة لكنها امتدّت إلى آسيا وانتشرت بلغات إقليمية متنوّعة، بما في ذلك نظرية إخلاء الأرض من السكّان بتخطيط من نخبة العالم عبر استعمال فيروس مجهول.

يظنّ الخبراء أن حملات التضليل المتسارعة تشير إلى مخاطر الحدّ من تدابير مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تجازف بزيادة تردّد الناس في تلقي اللقاحات وتُهدّد بظهور حالات طوارئ صحية بعد مرور أربع سنوات على تفشي جائحة «كوفيد - 19».

في غضون ذلك، بدأ المؤثرون اليمينيون في الولايات المتحدة يؤجّجون المخاوف من «المرض إكس» ويستفيدون من الأخبار الكاذبة عبر ترويج حُزَم طبية تحتوي، برأي خبراء الصحة، على علاجات غير مثبتة لمكافحة «كوفيد».

يقول تيموثي كولفيلد من جامعة «ألبيرتا» في كندا: «يحاول ناشرو حملات التضليل استغلال نظرية المؤامرة لبيع منتجات معيّنة. غالباً ما تكون هذه المقاربة أبرز مصدر دخل لهم. يبدو الصراع القائم عميقاً جداً. لن يحصل هؤلاء على مداخيل كبيرة أو أي شكل من العائدات من دون نشر المخاوف بشأن اللقاحات والمؤامرات الحكومية، رغم عدم وجود أيّ أدلة تثبت هذه الأفكار».

بدأت نظريات المؤامرة تزداد شيوعاً بعد المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يُعتبر منصة جاذبة لحملات التضليل، فقد اجتمعت هيئة «الاستعداد للمرض إكس» في كانون الثاني للتركيز على جائحة محتملة مستقبلاً.

تقول جولي ميليكان، نائبة رئيس منظمة «ميديا ماترز» ذات الميول اليسارية: «لطالما عمد اليمينيون إلى نشر نظريات المؤامرة لجني المال. كل من يميل إلى نشر هذه النظريات بشأن مواضيع مثل «المرض إكس» يبحث أيضاً عن طريقة للاستفادة من الفئات المستهدفة». تعليقاً على الموضوع، توضح جينيفر رايش، عالِمة اجتماع في جامعة «كولورادو دنفر»: «ترتكز نظريات المؤامرة على تردّد متزايد بشأن اللقاح منذ أزمة كورونا، وسيترافق هذا الوضع على الأرجح مع تداعيات واسعة في مجال الصحة العامة. منذ انتشار «كوفيد»، تراجع الدعم للقاحات الأطفال في استطلاعات الرأي مقابل زيادة الدعم لحق الأهالي برفض تلقيح أولادهم».

حتى أن بعض من يصدّقون المؤامرات المرتبطة بالمرض «إكس» تعهّد رفض أي لقاحات مستقبلية، وقد يؤدي هذا الموقف إلى إضعاف الرد على حالات الطوارئ الصحية.

أخيراً، قد تؤدي حملات التضليل إلى شيوع تدابير غير فاعلة أو مُضِرّة وسط بعض فئات الناس خلال أي وباء، ما قد يمنع المجتمع من استباق الأزمة والاستعداد لتجنب انتشار الأمراض الناشئة والمُعدية.