إسرائيل تتحضّر لـ"هجوم الربيع" و"الحزب" يُعلن جهوزيته

ميقاتي يخرُج عن صمته: لا مالَ نهْديه للجنوب

01 : 59

بعد صمت استمر أياماً، نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن تكون لدى الحكومة خطة لدفع مساعدات تعوّض الأضرار التي لحقت بالجنوبيين جراء المواجهات التي فتحها «حزب الله» ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول الماضي. وأتى نفيُ ميقاتي، ولو متأخراً، ليميط اللثام عن قضية التعويضات ليس فقط بالنسبة الى الكارثة التي ورّط «الحزب» لبنان فيها منذ أكثر من 6 أشهر، وانما أيضاً ما يتصل بانفجار بيروت في 4 آب 2020 والتي تخلّت فيها الدولة عن مئات الألوف من المتضررين مالياً وقضائياً.

وتوحي المعطيات الأولية أنّ «حزب الله» يقف وراء الكلام على مساعدات حكومية لمتضرري الجنوب، في ظل انكشاف عجز «الحزب» ومن ورائه إيران عن الوفاء بمتطلبات التعويض عن المتضررين وإعادة إعمار ما تهدم، ما يحاكي التعويضات التي دفعت بعد حرب تموز 2006. وتلك التعويضات أتت من دول الخليج العربية ولولاها لما أعيد بناء الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وسائر المناطق المتضررة، خصوصاً الجسور على امتداد لبنان.

أما السؤال عن خروج ميقاتي عن صمته، فتجيب عنه ردود الفعل الواسعة التي صدرت بعد إعلان خطة المساعدات المزعومة. وأتت الردود على خلفية انتقاد النهج الفئوي في التعامل مع الكوراث التي حلّت بلبنان وكان آخرها كارثتيّ مرفأ بيروت وجبهة «الحزب» الجنوبية. وما قاله ميقاتي أمس خلال وجوده في طرابلس إن «كل ما يشاع (حول المساعدات) غير صحيح». وأضاف أن «الجميع يعلمون الامكانات المحدودة للدولة، التي بالكاد قادرة على تأمين الحاجات الأساسية، وتسعى جاهدة على خط موازٍ لتأمين الحد الأدنى من الدعم المطلوب للنازحين من قرى الجنوب».

وفي موازاة ذلك، ما زال «حزب الله» يعلن ما معناه أنّ «لا صوت يعلو على صوت المعركة». وآخر مواقف «الحزب» على هذا الصعيد، ما قاله أمس نائب الأمين العام لـ»الحزب» الشيخ نعيم قاسم: «لا يستطيع الإسرائيلي أن يفعل ما يريد في هذه الساحة ولا يملك أدوات الضغط، وعلى «حزب الله» لا يستطيع الإسرائيلي أن ينتصر، لأنَّنا على جهوزية».

وبدا قاسم كأنه يرد على مواقف إسرائيلية وردت في تحقيق أجرته وكالة «فرانس برس»، بعنوان: «توجّس في البلدات المهجورة في شمال إسرائيل من اندلاع حرب مع «حزب الله»».

وتحدث حسين إيبش من «معهد دول الخليج العربية» في واشنطن عن مؤشرات الى أنّ إسرائيل تستعد لـ»هجوم الربيع» في لبنان، أو على الأقل تعمل جاهدة على توجيه رسالة بأنها تستعد لذلك. وقال: «إنهم يريدون خلق انطباع بأنّ هذه الحرب لا مفر منها لجعل شمال إسرائيل آمناً للعيش فيه مرة أخرى».

بدوره قال نائب رئيس الأمن في كريات شمونة أرييل فريش: «نريد السلام ونستحق السلام. هذا ليس سلاماً وهذه ليست حياة».

وكان لافتاً أنّ وسائل الإعلام التي تغطي الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان صار بإمكانها أخيراً أن تبث صوراً عن الأضرار في مستوطنات شمال الدولة العبرية، وذلك بطريقة لم تكن متاحة في نصف عام من المواجهات مع «حزب الله».

MISS 3