تعرّضت أوكرانيا أمس لقصف واسع النطاق، أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقلّ وانقطاع شديد للتيار الكهربائي، بينما اعترف الكرملين بأنّ روسيا «في حال حرب» في أوكرانيا، بعدما واظبت موسكو على استخدام عبارة «عملية عسكرية خاصة» للإشارة إلى الهجوم الذي شنّته على جارتها قبل أكثر من عامَين.
وليل الخميس - الجمعة، استهدف قصف روسي كثيف شبكة الطاقة الأوكرانية، فيما أكّد الجيش الروسي أنه أتى ردّاً على الهجمات الأخيرة على مناطق عند الحدود مع أوكرانيا. وأفادت السلطات الوطنية والمحلّية في أوكرانيا عن مقتل 5 أشخاص وإصابة حوالى 20 شخصاً في منطقتَي خميلنيتسكي وزابوريجيا.
وكشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ القوات الروسية أطلقت خلال الليل «أكثر من 60 مسيّرة من طراز «شاهد» وحوالى 90 صاروخاً من أنواع مختلفة»، مقدِّماً تعازيه «لأُسر الذين قُتلوا في هذا الإرهاب».
وأوضح أنّ الهجمات استهدفت، خصوصاً «محطات توليد طاقة وخطوط توتّر عالٍ، وسدّاً للطاقة الكهرومائية، ومباني سكنية عادية، وحتّى عربة ترولي باص».
وأفادت شركة «أوكرينيرغو» المشغّلة أنّ هذه الضربات أدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي في 7 مناطق على الأقلّ في البلاد وألحقت أضراراً بـ»عشرات» المنشآت.
وتسبّب القصف بانقطاع أحد الخطَّين الكهربائيَين اللذَين يُغذيان محطة الطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا التي استولى عليها الروس، قبل إعادة التيّار.
في الأثناء، أشار قائد القوات البرية الأوكرانية اللفتنانت جنرال أولكسندر بافليك إلى احتمال أنّ تشنّ روسيا هجوماً صيفيّاً يُشارك فيه 100 ألف عنصر. وفيما أكّد أنّ هذه التقديرات تعكس «التوقعات الأكثر قتامة»، أوضح أنّ الهدف من هذا العدد من العسكريين قد يكون التعويض عن الخسائر البشرية.
وبينما نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» عن مصادر مطّلعة أن الولايات المتحدة حضّت أوكرانيا على وقف الهجمات على البنية التحتية الروسية للطاقة، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولها ستيفانيشينا خلال منتدى كييف للأمن: «نتفهّم دعوات الشركاء في الولايات المتحدة، ولكن في الوقت نفسه نُقاتل بالإمكانات والموارد والأساليب التي لدينا»، معتبرةً أن منشآت الطاقة أهداف مشروعة من وجهة نظر عسكرية.
وبعدما أكّد مقاتلون روس متحالفون مع أوكرانيا ضدّ الكرملين، الخميس، أنهم سيواصلون عملياتهم المسلّحة في الداخل الروسي، كشف جهاز الأمن الفدرالي الروسي أمس، توقيف 7 أشخاص في موسكو متّهمين بالارتباط بـ»فيلق المتطوّعين الروس» الموالي لكييف، يقفون وراء توغلات مسلّحة شهدتها مناطق روسية في الأيام الأخيرة.
توازياً، اقترحت بروكسل فرض رسوم جمركية باهظة على المنتجات الزراعية الروسية المستوردة إلى الاتحاد الأوروبي والمعفية منها راهناً، بغية حرمان موسكو من عائدات لتمويل حربها في أوكرانيا، في حين حذّر الكرملين من أنّ «المستهلكين الأوروبّيين سيُعانون» في حال طُبّق الاقتراح.
