أحمد عياش

علي الأمين ونجيب العميل

28 آذار 2024

02 : 00

ليس غاية هذا المقال إجراء مقارنة بين العلامة السيد علي الأمين وراعي بلدة رميش الأب نجيب العميل. لكن الأيام الماضية وضعتهما في قلب الأحداث الجنوبية التي تتصدر الأنباء في لبنان وخارجه. يوم الاثنين الماضي، أطل السيد الأمين في أمسية رمضانية إستضافها مكتب «جنوبية»، ألقى خلالها محاضرة في «رحاب الفكر والدين». أما الأب العميل، فكان له موقف من أحداث بلدة رميش الجنوبية الحدودية التي نجت من قطوع توريطها في آتون المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل.

بعدما تبحر في محاضرته حول شهر رمضان، امتد الحوار بين العلامة الشيعي وبين المشاركين في الأمسية إلى الويلات التي يعيشها الجنوب منذ 8 تشرين الأول الماضي، عندما قرر «حزب الله» فتح جبهة «المشاغلة» مع إسرائيل نصرة لحركة «حماس» في حرب غزة. وكأن ما يجري حالياً في الجنوب، هو نسخة طبق الأصل عن حرب تموز 2006 التي افتتحها «الحزب» أيضاً. ومن جروح تلك الحرب التي لم تندمل بعد، يقول الأمين: «إذا كان النصر هو تهجير مليون لبناني والتدمير الذي جرى لمعظم قرى الجنوب والضاحية الجنوبية وحوالى 4000 قتيل وجريح، اذا كان هذا نصراً فكيف تكون الهزيمة والخسارة»؟ ويضيف: «رأيت بأم عيني معاناة أهلي وشعبي عندما كانت الرايات البيض منتشرة من بنت جبيل إلى جبيل! لكن بعدما عادوا إلى القرى رفعوا رايات النصر! قلت يومها: خرجنا نحمل الرايات بيضا/ وعدنا نرفع الأيدي انتصارا».

ويخلص إلى استعادة مشهد لن يفارقه ما دام حيّاً، فيقول: «بعد تدمير المبنى الذي كنّا نسكن فيه في منطقة الآثار في صور، اضطررنا إلى العيش في بعض الملاجئ التي لا يتوافر فيها الماء ولا الكهرباء وهي مشرعة الأبواب وكنا نفترش فيها التراب ونتقاسمها مع القطط والجرذان ومختلف الحشرات. هذه كانت حالة عامة عاشها معظم المواطنين في صور والذين نزحوا إلى صور. وفي اليوم الذي جمعت فيه ضحايا المجازر الاسرائيلية في المستشفى الحكومي في صور وبلغ عددها أكثر من 100 لم نجد بعد الصلاة عليها العدد الكافي لتشييع الجنائز وحمل النعوش فتولى جنود الجيش اللبناني نقلها بشاحناته إلى المقبرة».

في المقابل، عندما سئل أمس راعي رميش عن موقفه من نفي «حزب الله» أن تكون له علاقة ما جرى في البلدة أول من أمس الثلاثاء، أجاب: «إنّ «حزب الله» على حقّ. من الممكن أن لا تكون عناصره وراء محاولة إطلاق صواريخ لأننا نلاحظ تواجد جماعات ثانية في المنطقة».

ما قاله الأمين في حرب تموز ولاحقاً في غزوة «حزب الله» لبيروت في السابع من ايار 2008 كلّفه قبل 16 عاماً هجوماً ميليشيوياً على بيته ومقره في دار الإفتاء الجعفري في مدينة صور وتمّ تهجيره من الجنوب وإقامته في بيروت منذ ذلك الحين. وحتى الوقت الراهن لا تزال مكتبته الفقهية وأمانات الناس محتجزة. وما قاله الأب العميل ينزع فتيل التوتر من الغضب الذي اعترى «الحزب» من اتهامه بواقعة محاولة إطلاق صواريخ من رميش. لكن نفي الأخير لا يلغي قول راعي رميش إنّه جرت فعلاً «محاولة إطلاق صواريخ».

إنّها جلجلة واحدة سواء أتى ذكرها على لسان العلامة أم على لسان الكاهن.

MISS 3