موسكو تنسج "روايتها الخيالية": منفّذو الاعتداء مرتبطون بالقوميين الأوكرانيين!

02 : 00

بوتين خلال مشاركته في مؤتمر عبر الفيديو أمس (أ ف ب)

زعمت لجنة التحقيق الروسية أمس أن منفّذي الهجوم على مجمّع «كروكوس سيتي هول» قرب موسكو والذي خلّف 143 قتيلاً، كانت لهم «صلات بالقوميين الأوكرانيين» وتلقوا «مبالغ كبيرة» من أوكرانيا، في اتهامات وصفها خبراء بأنّها أشبه برواية خيالية حيث ينسج الكاتب ما يشاء بطريقة مشوّقة وغير منطقية في آن واحد، معتبرين أن الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم «الدولة الإسلامية - ولاية خراسان» والذين نفّذوا الاعتداء الإرهابي هم على نقيض فكري وثقافي وعقائدي مع القوميين الأوكرانيين.

كما أوضح الخبراء أن ربط اعتداءات «الدولة الإسلامية» بصلات بأجهزة استخبارات تبقى فرضية قائمة تستحق المتابعة، إنّما كلّ ما يُريده الكرملين يتجسّد بتحميل كييف مسؤولية الاعتداء لـ»شرعنة» أي تصعيد روسي خطر في الميدان الأوكراني، بصرف النظر عمّن يقف فعليّاً وراء المجزرة، في وقت أشاد فيه المتحدّث باسم «الدولة الإسلامية» في رسالة مسجّلة على «تلغرام» بالاعتداء، وحضّ مؤيّدي التنظيم الإرهابي على استهداف «الصليبيين» في كلّ مكان.

وادّعت لجنة التحقيق الروسية أن «العمل مع الإرهابيين المحتجزين وفحص الأجهزة التقنية التي صودرت لديهم وتحليل المعلومات المتعلّقة بالمعاملات المالية، مكّن من الحصول على أدلّة على صلاتهم بالقوميين الأوكرانيين». كما أعلن المحقّقون اعتقال مشتبه فيه جديد مُتّهم بالمشاركة في «تمويل» الهجوم.

وسارع البيت الأبيض إلى الردّ على هذه الاتهامات، معتبراً أنّ القادة الروس يسعون إلى نشر «دعاية سخيفة» عن الهجوم الذي حصل في ضواحي العاصمة الروسية و»الذي يعتبر تنظيم «الدولة الإسلامية» المسؤول الوحيد عنه».

وفي وقت سابق، أوضح الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعتزم في الوقت الراهن لقاء عائلات ضحايا الاعتداء. وفي ردّه على أسئلة الصحافيين عمّا إذا كان بوتين يعتزم مقابلة أقارب الضحايا، أجاب المتحدّث باسم الرئيس ديمتري بيسكوف: «إذا كانت الاتصالات ضرورية، فسنبلغكم بذلك»، لافتاً إلى أن بوتين لم يذهب إلى مكان الاعتداء حتّى «لا يُعيق عمل» فرق الإنقاذ.

وفيما تتعمّق العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ، عرقلت روسيا تجديد تفويض خبراء في الأمم المتحدة لمراقبة تطبيق العقوبات على كوريا الشمالية، وهي خطوة دانتها غالبية أعضاء مجلس الأمن القلقين من تطوير برنامج بيونغ يانغ النووي.

واستخدمت موسكو «الفيتو» ضدّ قرار يهدف إلى التمديد لعام للجنة الخبراء المكلّفة مراقبة العقوبات، وتعتبر تقاريرها مرجعاً في الملف، بينما ندّدت الولايات المتحدة بالفيتو الروسي، متّهمةً موسكو بالسعي إلى إخفاء تعاونها العسكري المتزايد مع بيونغ يانغ.

وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنّ «أفعال روسيا... قوّضت بشكل ساخر السلام والأمن الدوليَّين، وكلّ ذلك من أجل دفع الصفقة الفاسدة التي أبرمتها موسكو مع جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية».

في غضون ذلك، تحطّمت طائرة عسكرية روسية في البحر قبالة سواحل شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014، حسبما أفاد حاكم مدينة سيفاستوبول المُعيّن من موسكو ميخائيل رازفوزاييف، من دون الإشارة إلى أي سبب وراء هذا الحادث.

وأوضح رازفوزاييف أنّ «الطيار قفز بسلام وانتُشل من قِبل عناصر الإنقاذ في سيفاستوبول، على بُعد حوالى 200 متر من الشاطئ»، مؤكداً أنّ «حياته ليست في خطر».

توازياً، أسقطت القوات الأوكرانية 26 مسيّرة من طراز «شاهد» من أصل 28 أطلقتها روسيا في اتجاه شرق البلاد وجنوبها ليل الأربعاء - الخميس، بحسب قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليتشتشوك الذي أوضح أن موسكو أطلقت أيضاً 3 صواريخ «كروز» من طراز «كاي إتش 22» وصاروخاً مضاداً للرادار من طراز «كاي إتش 31 بي»، فضلاً عن صاروخ أرض - جو من طراز «أس 300» في اتجاه أوكرانيا.

في الأثناء، أشاد رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك بـ»خطوة إلى الأمام» على طريق حلّ الخلاف الزراعي بين بلاده وكييف، بعد لقاء في وارسو مع نظيره الأوكراني دينيس شميهال. ووقّع توسك وشميهال على إعلان مشترك للتعاون، وتحدّثا أمام الصحافة عن «إنشاء شركات دفاع مشتركة على الأراضي الأوكرانية والبولندية»، فيما بدأت وكالة مكافحة التجسّس البولندية «أي بي دبل يو» عملية تستهدف شبكة تجسّس روسية، ونُفّذت بالتنسيق مع أجهزة من دول أخرى.

MISS 3