تايوان تواجه غضب الطبيعة... و"العنترة" الصينية!

02 : 00

مبنى متضرّر جرّاء الزلزال في هوالين أمس (أ ف ب)

شهد التايوانيون أمس أقوى زلزال يضرب جزيرتهم منذ 25 عاماً، بحيث بلغت قوته 7.4 درجات وأدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقلّ وإصابة أكثر من 800 بجروح، فضلاً عن تضرّر عشرات المباني، ما دفع السلطات لإطلاق تحذيرات من احتمال وقوع المزيد من الهزات في الأيام المقبلة. ورغم غضب الطبيعة، واجهت تايوان «عنترة» صينية جديدة، إذ رصدت 30 طائرة عسكرية صينية في محيط الجزيرة بين يومَي الثلثاء والأمس، في أحد أكبر الانتشارات اليومية الصينية المسجّلة هذا العام.

وفي التفاصيل المتعلّقة بالزلزال، أكد مدير مركز تايبيه لرصد الزلازل وو تشين فو أن «الزلزال قريب من اليابسة وضحل وشعر به السكان في كلّ أنحاء تايوان وفي الجزر». وحدّد المركز الأميركي للمسح الجيولوجي مركزه على مسافة 18 كيلومتراً جنوب مدينة هوالين وعلى عمق 34.8 كيلومتراً.

وقُتل 3 أشخاص كانوا ضمن مجموعة من 7 أشخاص على طريق للتنزه في التلال المحيطة بهوالين، بعدما سحقتهم صخور انهارت بسبب الزلزال، بحسب مسؤولين. وقتل سائقا شاحنة وسيارة جراء سقوط صخور على مركبتيهما، فيما قتل شخص في منجم. ولم يُحدّد المسؤولون على الفور ظروف مقتل الضحايا الـ3 الآخرين، مؤكدين أن جميعهم قضوا في هوالين، بينما أفاد رئيس بلدية المدينة انتشال أكثر من 50 ناجياً من تحت أنقاض مبنى منهار.

وتمرّ الطرق الرئيسية المؤدية إلى هوالين في شبكة أنفاق قوية البناء يبلغ طول بعضها عدّة كيلومترات، حيث أكد المسؤولون أن ما يصل إلى 120 شخصاً قد يكونون محاصرين في سيارات داخل تلك الأنفاق. وشدّد الرئيس المُنتخب والنائب الحالي للرئيسة، لاي تشينغ تي، للصحافيين في هوالين، على ضرورة «التحقق بعناية من عدد الأشخاص المحاصرين وينبغي إنقاذهم بسرعة».

في الموازاة، يعمل المهندسون على إصلاح خط سكك الحديد الرئيسي الممتدّ جنوباً من العاصمة تايبيه إلى الساحل الشرقي، الذي قطع في عدّة أماكن. وطلبت الرئيسة تساي إنغ وين من الحكومات المحلّية والمركزية التنسيق في ما بينها، مؤكدةً أن الجيش الوطني سيُقدّم المساعدة.

وتوقفت خدمة المترو لفترة وجيزة في تايبيه، لكنّها استؤنفت خلال ساعة، فيما تلقى الأهالي رسائل من مسؤوليهم المحلّيين تُنبّههم إلى ضرورة التحقق من أي تسرّب للغاز. وتوقفت عمليات الانتاج في شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، أكبر شركة في العالم لتصنيع الرقائق، لفترة وجيزة في بعض المرافق، حسبما أكد مسؤول في الشركة لوكالة «فرانس برس»، فيما أوقف العمل في مواقع بناء مرافق جديدة طوال اليوم.

وفي هذا السياق، بدا أن معايير البناء الصارمة والتوعية الواسعة من كوارث ساهمت في تفادي كارثة كبرى في الجزيرة التي كثيراً ما تتعرّض لزلزال لوقوعها قرب تقاطع اثنتين من الصفائح التكتونية، حيث أقوى زلزال ضرب الجزيرة قبل أمس كان بقوة 7.6 درجات في أيلول 1999 وأدّى حينها إلى مقتل 2400 شخص في أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الجزيرة.

وفي تايوان واليابان والفيليبين، أعلنت السلطات في البداية تحذيرات من تسونامي قبل أن ترفعها بعد ساعات، إذ أكد مركز الإنذار المبكر من التسونامي في المحيط الهادئ أن التهديد «انتهى إلى حدّ كبير».

وعلى الجانب الآخر من مضيق تايوان، قال مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مقاطعة فوجيان في شرق الصين المحاذية لغوانغدونغ جنوباً، وفي أماكن أخرى، إنهم شعروا أيضاً بهزّات قوية. كما أفاد أهالي هونغ كونغ أنهم شعروا بالزلزال.

وبينما أعلنت الصين أنها «تُتابع من كثب» تداعيات الزلزال وأنها «على استعداد لتقديم مساعدات الإغاثة من الكارثة»، بحسب وكالة «شينخوا»، كشفت تايوان أمس أنها رصدت 30 طائرة عسكرية صينية في محيط الجزيرة «خلال الساعات الـ24 الماضية».

وأفادت وزارة الدفاع التايوانية أن 20 من تلك الطائرات دخلت «منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي». وأكدت القوات المسلّحة التايوانية أنها «تُراقب الوضع ونشرت طائرات وسفن وأنظمة صاروخية على الساحل ردّاً على الأنشطة التي رصدت».

MISS 3