"الناتو" يُناقش "اقتراح ستولتنبرغ"... واتفاق أمني بين كييف وهلسنكي

02 : 00

ستولتنبرغ متحدّثاً في بروكسل أمس (أ ف ب)

على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول حلف «الناتو» في بروكسل لمناقشة اقتراحه بإنشاء صندوق تمويل بقيمة 100 مليار يورو على مدى 5 سنوات لدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، شدّد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أمس على أن «الناتو» يُريد ضمان إمدادات أسلحة «موثوقة» وبعيدة الأمد لكييف، مؤكداً أن «على موسكو أن تفهم أنها لن تستطيع تحقيق أهدافها في ساحة المعركة ولا يمكنها انتظارنا إلى الأبد».

ورفض ستولتنبرغ تقديم تفاصيل حول اقتراحه، موضحاً أن المناقشات ستبدأ هذا الأسبوع بهدف التوصّل إلى «توافق» بين دول «الناتو» الـ 32 قبل قمّتها في تموز المقبل في واشنطن، في حين تعرّضت طائرة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن لعطل ميكانيكي في باريس، ما دفعه إلى السفر برّاً إلى بروكسل لحضور الاجتماع.

وفي هذا الإطار، اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنه «ليس من المنطقي مناقشة المساهمات الفردية هنا مرّة أخرى واللعب» بالأرقام. وأكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو معارضة بلاده «أي اقتراح يُمكن أن يجعل الحلف أقرب إلى الحرب أو ينقله من تحالف دفاعي إلى تحالف هجومي»، رغم محاولة ستولتنبرغ الثلثاء الاتصال برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لإقناعه.

ولكن، وفي بيان مشترك، أكد كل من بيربوك ونظيريها الفرنسي ستيفان سيجورنيه والبولندي رادوسلاف سيكورسكي، ضرورة وقوف الحلفاء إلى جانب أوكرانيا، مشدّدين على وجوب «ألّا نكتفي بانجازاتنا، بل يجب أن نقبل حقيقة أن هذه اللحظة يُمكن أن تُحدّد المستقبل الذي سيعيش فيه أطفالنا». ودعوا كلّ دول «الناتو» إلى تخصيص ما لا يقلّ عن 2 في المئة من ناتجها المحلّي الإجمالي للانفاق العسكري، بينما أشار وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي إلى الحاجة إلى مزيد من الأموال لمبادرة بلاده لشراء ذخيرة لأوكرانيا من خارج الاتحاد الأوروبي.

في الأثناء، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن «أوكرانيا هي حاليّاً الدولة الوحيدة في العالم التي تُدافع عن نفسها ضدّ الصواريخ الباليستية كلّ يوم تقريباً»، مشيراً إلى ضرورة إرسال «كلّ صواريخ باتريوت» المستخدمة للدفاع المضاد للطائرات «المتوفرة في العالم» إلى أوكرانيا «في أسرع وقت مُمكن»، فيما لفت ستولتنبرغ إلى أنه يتعيّن على القوات الأوكرانية ترشيد استعمال قذائف المدفعية التي تُطلقها ضدّ القوات الروسية، لعدم تلقيها ما يكفي منها.

في الغضون، وقّعت كييف وهلسنكي اتفاقاً أمنياً يمتدّ لـ10 سنوات خلال زيارة الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب أوكرانيا، حيث التقى نظيره فولوديمير زيلينسكي وأعلن عن مساعدات جديدة تساوي 188 مليون يورو وتشمل ذخائر ثقيلة ومعدّات للدفاع الجوي. وتتعهّد فنلندا بموجب الاتفاق «مواصلة تقديم الدعم العسكري والسياسي والمالي طويل الأمد» لأوكرانيا «طالما كان ذلك ضروريّاً».

في الموازاة، تحدّث وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو هاتفياً لمدّة ساعة مع نظيره الروسي سيرغي شويغو بمبادرة من باريس، للمرّة الأولى منذ تشرين الأوّل 2022، إثر الهجوم الإرهابي في موسكو الذي تبنّاه تنظيم «الدولة الإسلامية» الشهر الماضي. وأكد لوكورنو استعداد فرنسا لإجراء «مزيد من الاتصالات» مع موسكو من أجل محاربة «الإرهاب»، لكنّه لفت إلى أنه «يُدين بلا تحفّظ الحرب العدوانية التي شنّتها روسيا في أوكرانيا».

من جهة أخرى، أعلن الجيش الروسي ازدياداً في عدد المتطوّعين للقتال في أوكرانيا منذ الهجوم الإرهابي في موسكو. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 100 ألف شخص تطوّعوا للقتال حتى الآن في 2024، بينهم 16 ألفاً في الأيام الـ10 التي تلت الهجوم.

ويأتي ذلك في ظلّ إصرار موسكو على الربط بين الهجوم الإرهابي وكييف، حيث ادّعى رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف خلال اجتماع في كازاخستان أن المسؤولين الأميركيين «يُحاولون أن يفرضوا علينا أن العمل الإرهابي ارتكبه أنصار الفكر الإسلامي المتطرّف، إنّما آثاره تؤدّي إلى الخدمات الخاصة الأوكرانية».

MISS 3