روي أبو زيد

"زمن كورونا"... كوميديا تضع الإصبع على الجرح

4 آب 2020

02 : 00

تعرض شاشة الـMTV مساء اليوم فيلم "زمن كورونا" وهو من تأليف سيناريو وحوار اسكندر نجار، إخراج فرح شيا وإنتاج جوزيان بولس.

يضع الفيلم الإصبع على الجرح في ظلّ الظروف المأسوية التي يتخبّط فيها اللبناني، فيعرض للأوضاع بإطار كوميدي ساخر يقدّمه ممثلون قديرون كبديع ابو شقرا، ندى ابو فرحات، ميشال جبر، نديم شماس، جوزيان بولس، الأخت إميلي، يارا زخور، وسام كمال، نيكولا طوبيا، سيريل جبر وغيرهم. الفيلم أُنجز بطريقة غير مألوفة معتمدة على طريقة السلفي في إطار شبابي فكاهي.

"نداء الوطن" التقت طاقم العمل وكان هذا الحوار:


يلفت الكاتب والمحامي اسكندر نجار الى أنّ "الروائي لا يستطيع تناول مواضيع خارج البيئة التي يعيش فيها والأحداث التي يواكبها وفقاً لما تحدّث به الكاتب جان بول سارتر عن مسؤولية الكاتب في إظهار واقع مجتمعه ومحيطه".

ويوضح أنه "خلال كتابة إصداره الأخير "التاج اللّعين"، راودته فكرة كتابة سيناريو يتناول فيه جائحة "كورونا" من زوايا مختلفة"، مردفاً أنه عرض الفكرة على المخرجة فرح شيّا التي أعجبت بها كثيراً وفهمت مكنوناتها كما على المنتجة جوزيان بولس التي أحبتها".

وإذ يكشف نجار أنّ "بعض الممثلين تحمّسوا لفكرة الفيلم"، يشدد على أنّ "فكرة تصويره حديثة إذ تعتمد على تقنية "السلفي" كما نرى على مواقع التواصل الاجتماعي".

ويشير نجار الى أنّ القصة هي عبارة عن "شاب اشتاق الى صديقته ويريد أن يفاجئها بعيد ميلادها وسط منع الأهل من لقائهما بظلّ انتشار كورونا. فنتابع تفاصيل حياته من دروس الـONLINEالتي يحصّلها، فضلاً عن والدته الممرضة ووالدة صديقته "المهسترة"، كما سنتعرّف على جدّه الصراف وشرطي البلدية الذي يروي معاناته. وسندخل كذلك الى عالم سائق الأجرة وهمومه".

ويعرب الكاتب الفرنكوفوني عن فرحته بمشاركة ولديه في الفيلم ومواكبتهما لأحداثه.

ويكشف نجار أنّ "بعض المحطات الأجنبية قد طلبت الفيلم لذلك هو الآن في قيد الترجمة".

ويختم: "هذه ليست تجربتي الأولى في عالم الدراما بعد مسلسل جبران خليل جبران المؤلّف من اربع حلقات والذي عرض على الشاشات المحلية"، مردفاً أنّ "العمل يعرض لمواضيع جديّة في ظلّ الغموض الذي نعيشه والتغيير بتصرفاتنا اليومية كالتنظيف والتعقيم".

من جهتها، تشير مخرجة العمل فرح شيّا الى أنّ "العمل مصوّر بكامله عبر الهاتف الخلوي، ما يشابه الفيديوات المنتشرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي".

وإذ تعرب عن حماستها لهذا العمل، تشدّد شيّا على أنّ "القصة في الفيلم يتمّ سردها بطريقة جديدة وتحاكي الواقع من أوجهه كافة".

وتضيف: "اعتمدنا الصدقية في الموضوع من خلال التصوير بالهاتف، فضلاً عن تماسك المشاهد وقدرة الممثلين بإيصال الرسائل المبطّنة كافة والتشديد على الأفكار التي تدور في رأس المشاهد اللبناني".

وترى شيّا أنّ "الفيلم يعرض لحقبة معيّنة نمرّ بها، لذا يمكن إعادة مشاهدته مجدداً بعد سنوات عدة وتذكّر هذه المرحلة بتفاصيلها كالتعقيم، ارتداء الكمامات، والضغوط النفسية التي مررنا بها جميعاً في ظلّ انتشار الأمراض وتردّي الأوضاع الاقتصادية".

وإذ تأمل أن تتحسن الأوضاع، تعتبر شيّا أن الناس جميعاً قد تأثّرت بهذا الواقع، فنرى "المهستر" و"المسرسب" و"المعصّب"، و"المستفيد من الوضع" و"العاطل عن العمل" و"المغروم".

وتلفت شيا الى أننا "حاولنا توصيف الواقع بطريقة ساخرة، ودفع المشاهدين الى تذكّر من هم حولهم من أهلهم وأقاربهم الذين يعيشون في "سرسبة" وخوف من هذا الفيروس المستجد".

وتختم شيّا لافتةً الى أن "شقيقها ريان شيّا هو من وضع موسيقى الفيلم التصويرية"، مضيفة أنّ "والدها الموسيقار الراحل وجدي شيّا زرع فيهما حب الفن والثقافة".

وتعرب المخرجة الشابة عن حزنها لعدم التفات الدولة للقطاع الفني في البلاد، موجّهة تحيّة حب وتقدير لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل المتكامل.





من ناحيتها، تلفت المنتجة جوزيان بولس الى أنّ "الفيلم قصير مدته ثلاثون دقيقة وقررنا تصويره على طريقة السلفي ومن دون إضاءة أو طاقم عمل. واتّصلنا بالممثلين الذين تحمّسوا للعمل"، كاشفة أننا "تواصلنا عبر الهاتف في زمن الحجر المنزلي".

وتؤكد بولس على أنّ "الممثلين صوّروا في منازلهم وأرسلوا المقاطع المصوّرة الى المخرجة فرح شيّا، لذا كانت الإجراءات طويلة الأمد كي ينجز العمل بأفضل ما يكون".

وإذ تعرب عن فرحتها بهذا التعاون مع المخرجة، الكاتب وفريق الممثلين، تشير بولس الى أنّ "الفيلم هو عبارة عن قصة حب تتحدّى الظروف كافة".

وتشير بولس الى أنّه "تظهر في الفيلم الوالدة "المهسترة" والـMenopausee"، مشددة على أنّه "في ظل الكوميدية المحيطة بالعمل يتلقّى المشاهد رسائل عدة قد تغيّر من وجهة نظره في ظل الظروف التي يعيشها".

وتختم قائلة: "أنا إنسانة متفائلة لذا أحببت العمل في هذا الفيلم"، مشددة على أنّه "علينا الصمود لتخطّي هذه المرحلة ومتابعة النضال حتى الرمق الأخير".

ويكشف الممثل بديع أبو شقرا أنّه "يجسّد دور شرطي بلدية ولكن نراه ثائراً ومعبّراً عن آرائه بحرية"، مشيراً الى أنه "أعجب بكيفية تنفيذ العمل من تصوير وإخراج فضلاً عن بساطة القصّة وعمقها في الوقت عينه".

ويلفت الى أنّ "لغة الـSELFIE المعتمدة في الفيلم أصبحت متداولة بين الناس جميعاً، ما يسهم بتقريب وجهات النظر وإيصال الرسائل بشكل أوضح"، مردفاً أنّ هذا النوع من التصوير صعب على الممثل الذي "سيجسّد الشخصية أمام نفسه".

ويضيف: "حين صوّرتُ لم تكن المخرجة موجودة، فأرسلت اليها مقطعين مصوّرين واختارت منهما واحداً لعرضه".





ويرى أبو شقرا أنّ "الثقافة والفنون من أهم اللغات التغييرية في العالم أجمع، فالمسرح كان بمثابة ثورة بوجه السلطات كافة. والبلد يفتقر الى وجهه الحضاري ويعتمد على السلع بغياب أوجه الفنون والثقافة ".

ويؤكد أنّ "مسرحيات زياد الرحباني، أغاني مارسيل خليفة وأغاني الثورات رسمت حقبة الحرب اللبنانية"، موضحاً أنّ "هذه المرحلة تعتمد على الفن الممزوج بالتكنولوجيا، والذي يتوجّه الى الجمهور اليافع الذي لا تستهويه الكلاسيكيات".

ويوضح أبو شقرا أنّ "نجار هو كاتب كلاسيكي لكنه كتب الفيلم من وجهة نظر متطوّرة كما أنّ المخرجة الشابة فرح شيّا قد أكملت هذا الموضوع".

ويختم قائلاً: "الفنّ الحر الغير مراقب هو ملاذنا وركيزتنا الأساسية لتطوّر الوجهة الحضارية في البلاد واحتواء الجيل الجديد كي نضمّه الى فريقنا".

أما الممثل ميشال جبر فيشير الى أنّ "الفيلم يعكس الوضع المأسوي في البلاد واستغلال البعض لهذا الظرف"، مردفاً أنّ "هناك طبقة معيّنة أو فئة من التجار تفتقد الى حسّ الإنسانية وتمارس أعمالها من دون حسيب أو رقيب".

ويعتبر أنّ "الفن يلقي الضوء على الواقع ويسهم بتوعية الناس وتثقيفهم ويبقى على المتلقّي قرار التغيير"، موضحاً أنّ "الفن قائم على مبادرات فردية في البلاد في ظلّ غياب الدعم اللازم بسبب الفشل الموجود في الدولة المهترئة".

ويؤكد جبر على أنّ "مؤسسات الدولة متوقّفة عن العمل بسبب الفساد والمحسوبيات"، مشدداً على أنّه "يجب التحلّي بروح الأمل والمثابرة والمقاومة للمساهمة بالتغيير".

ويختم قائلاً: "لا وقت للثورة ويجب أن يكون نفسنا طويلاً ولا بدّ من الواقع أن يفرض نفسه في نهاية المطاف".



MISS 3