ستيفاني غصيبه

ضمن الدورة التاسعة من "مهرجان بيروت للأفلام الفنية"

أومبيرتو إكو في الجامعة الأميركيّة

9 نيسان 2024

02 : 05

إيكو في أصداء كتبه

ضمن الدورة التاسعة من «مهرجان بيروت للأفلام الفنية» BAFF، عُرض أمس على شاشة «أوديتوريوم باتهيش» في الجامعة الأميركيّة في بيروت فيلم Umberto Eco: A Library of the World الوثائقي، الذي يجول حول مكتبات مذهلة في إيطاليا وسائر العالم من خلال تعريف الجمهور على مسيرة الكاتب والفيلسوف الشهير أومبيرتو إكو.



ولد الأديب والفيلسوف الإيطالي أومبيرتو إيكو في مدينة اليساندريا شمال إيطاليا في 5 كانون الثاني 1932، وتوفي عام 2016 عن 84 عاماً. درس الفلسفة في جامعة تورينو وخصص أطروحته لموضوع «مشكلة الجماليات لدى القديس والفيلسوف اللاهوتي توما الأكويني». على مشارف بلوغه سن الخمسين، حقق نجاحاً كبيراً مع رواياته الصادرة سنة 1980، وهي «اسم الوردة» (Il nome della rosa) التي بيع منها ملايين النسخ حول العالم وترجمت إلى 43 لغة. مع الاشارة الى أنه كان ضدّ مفهوم الرواية في الإجمال، لأنّه «يرفض أن يبيع الخيال للناس».



ملصق الوثائقي


وتكرس هذا النجاح العالمي الكبير للرواية مع اقتباسها سنة 1986 في فيلم سينمائي من إخراج الفرنسي جان جاك آنو، مع شون كونري في دور الراهب ويليم من باسكرفيل المكلف بالتحقيق حول الوفاة المريبة لراهب في دير في شمال إيطاليا.

وفي Umberto Eco: A Library of the World (أومبيرتو إيكو: مكتبة من العالم) يقترح المخرج دافيد فيراريو، من خلال الجمع بين الأرشيفات والمقابلات، انغماساً رائعاً في العالم بحسب رؤية إيكو وتفكيره. كذلك، يجعلنا نكتشف مكتبته الخاصّة التي تضمّ حوالى 30 ألف كتاب، التي توزّعت لاحقاً على مكتبات إيطاليّة. وهذه المكتبة تجسّد، أكثر من كونها مساحة من الثقافة والأدب، رمزاً للذاكرة العالمية.

في هذا الوثائقي، نغوص في فكر إيكو، منتقلين من المسرح وجدليّة هويّات بايكون وشكسبير، إلى نظرته تجاه الرقمنة والعالم الافتراضي، ونظريّات المؤامرة التي هي من عمر الإنسان، واللائحة طويلة. لكن ربّما ما جعل هذا الفيلم يحقّق النجاح الذي حققه، هو كونه يذهب أبعد من مجرّد سرد عن إيكو، طارحاً مواضيع لا أجوبة لها، تبقى معك بعد générique الختام.

وفي المناسبة، أكّدت رئيسة «مهرجان بيروت للأفلام الفنية» أليس مغبغب في حديثها لـ»نداء الوطن» أنّ «هذا الفيلم لا يعرض للمرّة الأولى ضمن فعاليّات المهرجان؛ وخلال عرضه الأوّل لاقى حماساً وإقبالاً كبيرين، لدرجة أنّ الحجوزات فاقت قدرتنا على الاستيعاب»، مضيفةً: «بناءً على تشجيع من «الجامعة الأميركيّة في بيروت» ومؤسسة «سعدالله ولبنى خليل»، قرّرنا عرضه مرّة أخرى بدعم من كليّة الفنون والعلوم (Faculty of Arts and Sciences) وتحديداً قسم اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى (Department of Arabic and Near Eastern Languages)».

وعن الوثائقي وإيكو شدّدت على «لا شكّ في أنّه يتناول عالمنا والزمن الذي نعيش فيه، وهو بمثابة تذكير بأهمّيّة الكتاب وبقائه في مجتمعنا، حتّى يبقى كلّ منّا إنساناً».

MISS 3