نغم شرف

"بدّا ثورة" لغادة عيد من الشارع إلى الشاشة

7 آب 2019

10 : 29

بدا ثورة

تنجح الإعلامية غادة عيد ضمن برنامجها الأسبوعي "بدا ثورة" الذي يعرض عبر شاشة تلفزيون الـ"أم تي في" بتحريك حس الثورة داخل المشاهد، فتذكّره بالقمع والفساد الذي يعيشه من خلال عرض أبرز القضايا الساخنة في لبنان ومناقشتها مع ضيوف مختصّين، وتفشل في أحيان أخرى حين تطغى الرغبة بإحداث "ثورة" على رغبة توعية المواطن فتتقلوب القضية في إطار مثالي لا يشبه الواقع المعاش.

تتميز عيد كإعلامية بلغتها البسيطة والسهلة وعدم محاولتها خلق شخصية تلفزيونية تلفت من خلالها الأنظار. يدرك المتابع لبرنامجها أنها مهتمّة بالقضية وليس بـ"الرايتينغ" فهي تبتعد عن السخافات، ويشعر الفرد انه في صلب القضايا اليومية التي تمسّ حياته أثناء مرورها على الشاشة. لكن عيد تقع في الوقت عينه في فخّ التكرار أو حتى عدم السّماح لضيفها بإكمال فكرته، فيبدو غير قادر على شرح فكرته فلا يُفهم موقفه بالكامل. كما تنتقل الإعلامية أحياناً من ضيف إلى آخر من دون تماسك أو وضوح فعلي، فتتحول الشاشة من منبر للنقاش إلى حديث هو أقرب الى ما يدور في المنازل. وفي فتراتٍ أخرى تتخلّى عن موضوعيتها فتقحم آراءها الشخصية في النقاش داعمةً لموقف مقابل آخر. وقد تتحول في بعض الحلقات إلى واعظٍ بأفكار مثالية فتلعب على عواطف المشاهد بكلمات تؤجج رغبته بالثورة مدعومةً بديكور استديو يطغى عليه اللون الأحمر وصورة الأيادي المرفوعة.

قوة البرنامج طبعاً في طرحه أفكاراً تناقض السائد في السلطة أو في المجتمع، وهو جذاب من هذه الزاوية خصوصاً أنه يتناول قضايا الساعة مع توفير كمّ كافٍ من المعلومات تسمح للمشاهد بتكوين فكرته الخاصة عن الموضوع الحدث. في الحلقة ما قبل الأخيرة مثلاً عكف البرنامج على تشريح مسألة الحريات الفنية عبر حادثة منع فرقة "مشروع ليلى" من الغناء في مهرجان بيبلوس فاستقطب أفراداً ومختصين من خلفيات متنوعة قاربوا الجدل من زوايا مختلفة وتُركت للمشاهد حريّة اختيار موقفه المؤيد أو المعارض.

يرسّخ "بدا ثورة" في وقتنا الحالي فكرة أنّ البرامج الهادفة أمرٌ مطلوب، وأنّ الترفيه ليس الحل الوحيد لتحقيق النجاح على الشاشة. وهو لا شكّ يدعو الى الثورة على القمع والأوضاع الراهنة باستعراضٍ تلفزيوني كفيل بنقل المشاهد من مرحلة المتابع اللامبالي الى مرحلة الثائر المسؤول الواعي لحقوقه وواجباته على السواء. يبقى أن نعلم إذا كان المواطن قد سئم البرامج الحوارية التي تدور حول مشاكله ومصائبه من دون أن تصل الى حلّ لها في ختام البرنامج.


MISS 3